مرة جديدة تثبت الوقائع أن الأدوات المصرفية هي هي والإمكانيات هي هي.. مع فارق بسيط هو الأداء الذي كان يحمل المبادرة سابقاً، في حين أنه الآن أقرب للنكوص والتسليم بقضاء الله وقدره.. ولا مانع من ذمّ المرحلة السابقة قليلاً كنوع من تلميع الذات..
قرض قديم يعود إلى سنوات خلت يُفاجَأ المواطن بحجم الترويج له والإعلان عنه بصفته الحل الناجع لكل أوجاع قلة الدخل والإنفاق الضروري الذي لا يمكن إشباعه ولو بالحدود الدنيا، وهي طريقة غير محمودة في التعامل مع المواطن الذي يسمى -والحال كذلك- الزبون أو حتى المتعامل، باعتباره الشريحة المستهدفة بالقرض، وهي غير محمودة لأن الجعجعة سيدة الموقف أما الطحين فلا وجود له، في حين أن رأس المال الحقيقي لأي مصرف هو ثقة المواطن حتى يقدم على التعامل معه أو الإيداع لديه.
الطرفة أن هذا القرض بقي حبراً على ورق الماضي ولم يُمنح بموجبه بعد تجديده ولو ليرة سورية واحدة، والأنكى أن التراجع عنه كان عنوان ذلك المصرف الذي اعتصم بحبل الصمت وفضَّل الرمل غطاءً بدل الصراحة والوضوح، ما يجعل الأمور أكثر ضبابية بكثير ويفتح المجال واسعاً لتساؤلات أكثر وضوحاً من موقفه..
فهل كان مجرد الإعلان عن القرض نوعاً من التضخم الدونكيشوتي..!! أم الجهل بما قام به من سبق من إدارات، ولا سيما أن الإعلان عن القرض أكثر غرابة من التراجع عنه، لكونه قرضاً مفعّلاً منذ سنوات ولا تزال قروضه الضئيلة (مجال ذلك القرض يومها عشر أمثال الراتب بسقف 200 ألف ليرة سورية) تُجدول حتى اليوم..
المشكلة أن القناعة في العمل قائمة حالياً في بعض مفاصل القطاع المصرفي بطريقة الفقاعة، في حين أن الجهد الأقصى في العمل هو المطلوب ولو لم يتم الإعلان عن أي نتيجة مبهرة، لأن المرحلة الحالية مرحلة ترميم وبناء على اعتبار المرحلة الماضية كانت مرحلة تجاهل العمل بل اتخاذ القرارات الهدّامة والتراخي والكسل والإهمال، وفقاً لما تصرّح به بعض الإدارات المصرفية..
لم يعد المواطن يمنح ثقته بسهولة.. بل بات يدقق وبشدّة ويمحّص في كل تصريح.. ولعل الأفضل لذلك القطاع ألا يفقد الثقة التي لا تزال قائمة حتى اليوم فقط.. لأجل التلميع.
الكنـــــز
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 31-3-2019
رقم العدد : 16944
السابق
التالي