من نبض الحدث.. استيطان الجولان وتوطين الإرهاب .. رعاية أميركية

الكيان الإسرائيلي، وبعد جرعة الدعم الأميركي المقدمة له عبر قرار ترامب العدواني بمنحه السيادة المزعومة على الجولان المحتل، بدأ يتجه نحو مزيد من السياسة الاستيطانية العدوانية متسلحاً بالغطاء الذي توفره له إدارة البيت الأبيض، وتستر المحافظين الجدد من أصحاب الرؤوس الحامية على جرائمه ومخالفاته للقوانين والقرارات الدولية.
فهذا الكيان العنصري، ممثلاً برئيس حكومته المتطرف بنيامين نتنياهو وبقية المهووسين بالاستيطان والاحتلال والجريمة، سارعوا إلى تسريب أوهامهم التي ترغب ببناء آلاف المستوطنات الصهيونية في الجولان السوري المحتل، ظناً منهم أن قرار ترامب المشؤوم هو شرعنة لاحتلالهم أو أن البيت الأبيض يحق له إصدار مثل هذا القرار وكأنه مرجعية قانونية دولية.
هذه التسريبات العدائية تشكل دون أدنى شك محاولة لإحياء مشاريع المتطرفين الصهاينة المخالفة لقرارات مجلس الأمن والمتمثلة بتوطين ربع مليون مستوطن صهيوني في الجولان السوري المحتل، وكأن أراضيه أصبحت أراض إسرائيلية منحها المعتوه ترامب لهؤلاء من أملاكه الخاصة.
جرعة الدعم الأميركية لم تتوقف عند حدود الكيان الإسرائيلي بل تعدتها إلى دعم إضافي إلى بقية أطراف منظومة العدوان التي تقودها واشنطن ضد سورية عبر التحالف الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب، فالنظام التركي الذي أوغل بدماء السوريين وعاث فساداً وإرهاباً وشراً وعدواناً في الشمال وفي الجزيرة استغل هذا الدعم الأميركي وعاد إلى سياساته الإرهابية الموتورة.
ففي قمة خسارة حزب أردوغان (العدالة والتنمية) للمدن الكبرى في انتخاباته البلدية حاول هذا النظام العدواني اتباع حركات بهلوانية وعرض عضلات أمام ناخبيه لاستمالتهم نحو سياساته الإرهابية، وأعاد إلى الأذهان مسرحياته المزعومة المتمثلة بما سماه أردوغان حسم الأمور في الجزيرة السورية كما تشتهي برامجه ومخططاته، عبر عدوان عسكري واسع في منطقة الجزيرة السورية، بذرائع واهية مثل القضاء على خطر الأكراد المناهضين له.
ولعل المفارقة المثيرة للسخرية والاستهزاء أن أردوغان يمارس تلك الموبقات تحت عناوين ويافطات كاذبة مثل ذريعة انسداد آفاق التفاهم مع إدارة ترامب الداعمة لمرتزقة قسد، في حين يعرف الجميع حجم التنسيق الأميركي التركي على هذا الصعيد تحديداً، وما جرى في منبج وجرابلس وعفرين وصولاً إلى مدن وقرى الجزيرة خلال السنوات السابقة من عمر الأزمة يؤكد أن الخلافات المزعومة بينهما هي للتعمية على الحقائق ليس إلا.
وتناسى أردوغان ومن قبله ترامب ونتنياهو وبقية أقطاب منظومة العدوان أن السوريين سيدحرون مشاريعهم ومخططاتهم وسيطوون صفحة أجنداتهم المشبوهة ويحررون أرضهم من الاحتلال والإرهاب وإن غداً لناظره قريب.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948

آخر الأخبار
القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح نقلة تاريخية في التعليم.. التربية الدينية تدخل مضمار المنافسة على المقاعد الجامعية الاقتصاد بين طموحات خارجية وتحديات داخلية كيف يعزز العلاج الوظيفي جودة الحياة؟ محادثات سورية - أردنية لتعزيز مبادئ الحوكمة المؤسسية في الشركات آلاء حجازي.. لون ملتزم بحدود زمان ومكان حملة الوفاء تنهض بالمدارس الريفية في إدلب درعا والقنيطرة تحت المجهر.. قراءة في خرائط النفوذ وهندسة الأمن السوري