وصفه بأنه «أقوى معلم للأخلاق» ولم يكن مارك توين مبالغا في مقولته تلك، بل أكد أن مسرح الطفل هو أعظم اختراعات القرن العشرين وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان لدوره في ترسيخ قيم الخير والحب والجمال والرافعة الأساس التي تسهم في نشر القيم والمبادىء وخلق جيل واع وقادرعلى مواجهة التحديات.
مؤخراً احتفل العالم ونحن معهم بيوم المسرح، وأضيئت الخشبات في المسارح وعلى امتداد المحافظات كافة، وهللت له وسائلنا الإعلامية بأنواعها، وماإن انتهت طقوس الاحتفال حتى أسدلت الستائر من جديد، لتبدأ مرحلة سبات جديدة يحييها عرض هنا أو هناك وفي أوقات قصرت أو طالت فهي لاتفي هذا الفن حقه من الرعاية والاهتمام بما يليق «بأبي الفنون»، رغم أهمية أن نستثمر هذا الفن الذي لطالما كان وعبر العصور والأزمان المنارة التي لايخبو وهجها.
اليوم ونحن نمسح عنا آثار همجية الحرب وماخلفته في نفوسنا ونفوس أطفالنا من دمار نتطلع إلى مسرح مدرسي ينقذ ويلملم شتات النفوس ويحيي فيها الأمل وينعش خيرها من جديد، ويسهم في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء، ونشر الوعي في ظل الفضاءات المفتوحة والموجهة في غالبيتها لسلب عقول ابنائنا بتقنيات براقة تذهب بهم إلى عوالم لاتمت لمجتمعاتنا بصلة، وتبعدهم عن جوهر المحتوى القيمي الذي يسم مجتمعاتنا بمبادىء التسامح والمحبة وقبول الآخر.
ولايختلف اثنان أن للمسرح دورا فعالا في تربية النشء وتقويم سلوكهم عبر تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية السلبية لمكافحتها وتقديم الحلول والمعالجات التي تقضي على جميع الآفات الاجتماعية الخطيرة، والعمل على غرس القيم الوطنية وحب الانتماء والهوية، ولايضير مدارسنا تخصيص أنشطة مسرحية تحاول من خلالها تقديم رسائلها لبناء شخصية الأطفال وخلق جيل متسلح بالمعرفة والوعي فكريا وأخلاقيا وعلميا بعيدا عن تشوهات ماتقدمه له الكثير من تقنيات التواصل الحديثة.
ولابد أن نلفت إلى دور أهل المسرح في توجههم إلى المدارس لتقديم عروضهم المسرحية الثقافية والتربوية لبناء جيل يفخر الوطن بهم ويكبر.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 9-4-2019
الرقم: 16952