لا يكاد يمر شهر، أقل أو أكثر، إلا وتفاجأ ربات وأرباب الأسر، بارتفاع جديد بالأسعار، وما كانت سيدة البيت قد خططت له وعملت عليه، ليغطي الدخل المصروف، يفشل، أو تفقد القدرة على التحكم به.
تعود لترتب أولويات البيت، مواصلات للأبناء، منظفات، طعام يومي، تصليح أعطال، فواتير، طبابة، تجمع، تطرح، تضرب، تقسم، لكن النتيجة واحدة، في جميع العمليات الحسابية، الدخل لم يعد يحتمل أي تقسيم وتعديل، ولم يعد هناك قائمة للتشطيب حسب الأولويات، لأن الأولوية هي من يجب أن تلغى، وعلى الأم والأب أن يقولا لأولادهما، لا طعام للعشاء اليوم، أو لا فطور اليوم، أو لن نستطيع شراء حذاء جديد(دبر حالك ) بحذائك الممزق.
لقد ضاقت أحوال الناس، ولم يعد أمامهم سبل ليطرقوها، انتهت الحرب في أغلب المناطق والبلدات، لكن نعمة الامان بددها، قلق الفقر والعوز.
تحمّلنا جميعا طيلة السنوات الماضية، مالا يمكننا وصفه، وما تحاول ذاكرتنا إبعاده وكلنا أمل بعيش كريم، يعادل الوفاء لدماء الشهداء، لكن الحكومة وسياساتها، تبدد ذلك الأمل وتحولة لرحلة شقاء يومية، وسلسلة أزمات تكاد لا تنتهي واحدة لتبدأ الثانية، نريد حكومات تدبير، تضع أولويات لنا نحن الشعب الصامد، لا أن تشطبنا من قائمة أولوياتها.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 9-4-2019
الرقم: 16952