النقل والتنمية

يقاس تقدم الدول وتحضرها بمستوى تطور قطاع النقل والمواصلات فيها، فالنقل عصب الاقتصاد، وأحد أبرز المعايير والمؤشرات التي تدل على التنمية كونه يربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك، إضافة لأهميته بتأمين انتقال الركاب وانسياب البضائع ونقل المواد والعمال من مناطق الاستثمار وإليها، كما يلعب دوراً مهماً في المجال الاجتماعي فوسائل النقل كانت الأساس لتغيير وتطوير البنية الاجتماعية والجغرافية من خلال التواصل والتنقل الدائم والمستمر بين السكان سواء داخل البلد الواحد أم بين الدول. وقد كان لتطور النقل أثر بالغ في المساهمة بانخفاض تكلفة المنتج النهائي التي تعتبر تكلفة النقل من أهم العناصر المؤثرة عليها، وتشير بعض الدراسات الاقتصادية التي أجريت بهذا الشأن إلى أن تكاليف النقل تمثل في المتوسط 30% تقريباً من التكلفة النهائية لأي منتج، ومن هنا تأتي أهمية دراسة اقتصاديات النقل التي ترمي إلى تخفيض تكلفة عنصر النقل ومن ثم تكلفة المنتج النهائي.
من الأولويات العاجلة هو تحسين وضع الطرق الرئيسية كخطوة أولى لإصلاح قطاع النقل.
فشبكة الطرق التي تربط المحافظات ببعضها البعض، لم تكن بالمستوى المطلوب حتى قبل الحرب التي شنت على سورية، فعلى سبيل المثال لا يزال طريق أثريا – خناصر بحلب، وطريق حمص – القبو – مصياف بحماة طرق بدائية وضيقة ولا تكاد تصلح إلا باتجاه واحد وتفتقد لأدنى مقومات السلامة، وأما طريق دمشق السويداء، وطريق دمشق حمص فبالرغم من اعتبارها رئيسية لم تكن أحسن من سابقتها، فسوء حالة الطريق كان سبب الحوادث التي تحصد المزيد من أرواح الأبرياء، ناهيك عن افتقاد الكثير منها لحواجز الأمان المعدنية سواء الجانبية أم المنصفة وعدم وجود عقد مرورية نظامية بل فتحات تخترق الطرق وتسمى معابر الموت، إضافة إلى تدني مستوى الطلاء المروري والمسامير العاكسة التي تحدد معالم الطريق وتفصل المسارب وسوء نوعية شاخصات الدلالة والتحذير، وقد فاقمت الحرب على سورية معاناة هذه القطاع الذي حاولت المجموعات الإرهابية تدميره وتخريبه بهدف تقطيع أوصال البلاد وبالتالي إيقاف وشل عجلة الاقتصاد.
إن أي تنمية حقيقة لا يمكن أن تتم أساساً إلا من خلال تطوير منظومة النقل بشكل عام وبالأخص النقل البري، الأمر الذي يتطلب تحديث معايير تصميم الطرق لتجنب الأخطاء السابقة وضمان انسياب البضائع والركاب، وعدم تسببها في حدوث المزيد من الضحايا.

 

بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية