عاد نيسان وعادت إلى ذاكرتنا القيم السامية التي عمل الشعب السوري على توطينها وتكريسها ليكون الاستقلال والجلاء ثمرة لجهاد طويل ونضال ونتاجاً طبيعياً لجملة المنجزات الحضارية التي حققها السوريون عبر رحلتهم الانسانية الطويلة
السابع عشر من نيسان محطة مضيئة في تاريخ سورية وقودها دم ابنائها ممن استشهدوا ليحيا وطنهم وغرسوا شجرة الاستقلال بيدهم، وسقوها بكريم دمهم أصلها ثابت وفرعها في السماء، تظلل بأغصانها أبناء الوطن.
تلك الظلال الملونة بألوان الطيف تشبه التنوع السوري ترخي اليوم بحنانها على جولاننا الحبيب الذي يحتاج اليوم لعيد جلاء جديد وهذا ما يعمل عليه السوريون… يدافعون بالسلم والحرب.. يقفون صفاً ليحرروا تلك الأرض العربية من رجس لص سرقها واحتلها.. استغل خيراتها واستقر في قلب تلك الرقعة التي تشكل قطعة من الجنة.. بأشجارها وترابها ومياهها.
اليوم نحتاج لجلاء جديد.. جلاء الإرهابي عن كل شبر من الأراضي السورية وعودة الطهارة إلى تلك الأرض التي ارتوت من دماء أبنائها على مدى السنين وخاصة تلك السنوات الأخيرة التي مرت على بلدنا.. نزف أبناؤه فداء لها، وعلى أثر انتصارات السوريين ضد الإرهاب يظهر متبرع بأرض سورية لغير السوريين.. يحللون ويحرمون وفق مايناسبهم ضاربين عرض الحائط بكل القوانين والأعراف..
اليوم ليثور أهل الجولان على مغتصبهم وليعلنوا استقلالهم وتحررهم منه ليعود إلى الحضن السوري وليكون نيسان الربيع الحقيقي لكل إنجازات السوريين ونعيد للجلاء ألقه ونوره.
لايكفينا الاحتفال بما سبق… علينا استذكاره والسير على خطاه وإعداد العدة للاحتفال بانتصارات جديدة وجلاء قريب لجولاننا ولسورية كافة..
ولاننسى أصحاب الفضل الأول في انتصاراتنا، وليكن يوم الاستقلال عيد الفداء ومهرجان الشهداء، فسلام على أرواحهم الطاهرة والمجد لذكراهم الخالدة.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960
