لشهر نيسان خصوصيته التي تميزه عن بقية أشهر السنة .. فهو شهر خالد في ذاكرة السوريين لسير ملاحم وبطولات شعب عشق الحرية ، ورفض التبعية والاحتلال ، والذل والهوان ، وعمد بدماء رجالاته الأبطال أرض الوطن ، فأزهر وردا وريحانا وشقائق نعمان .
ثلاثة وسبعون عاما مضت على يوم الجلاء العظيم عام 1946 ، إلا أن دروسه مازالت باقية في أذهان ووجدان كل السوريين الشرفاء ممن عايشوه أو سمعوا أو قرؤوا عن بطولات رجالات سورية الشرفاء .
لقد رسخت مدرسة الجلاء أساسات متينة للوحدة الوطنية الرائعة التي يتميز بها أبناء شعبنا ، يوم هب السوريون لنصرة بلادهم وتحريرها من براثن المستعمر الفرنسي , شعارهم في تلك المرحلة (الدين لله والوطن للجميع ) ، وبعزيمة لا تلين وإرادة صلبة , جابهوا قسوة المحتل وجسارة آلة حربه , وطردوا آخر مستعمر فرنسي عن أرض الوطن
وما أشبه اليوم بالماضي التليد لشعبنا … فالمواجهة مستمرة والنضال ضد المستعمر بأشكاله الجديدة وأدواته المستعربة مازال مستمرا .. وذكرى الجلاء تتجدد لتسقى من جديد بدماء زكية من أبناء سورية الأبية ، أحفاد سلطان باشا الاطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود وغيرهم الكثير من أبطال نذروا الروح والدم كرمى عزة وكرامة الوطن .
وهاهو جيشنا العربي السوري البطل يسطر أروع آيات البطولة والفداء في كل بقعة من ربوع بلادي ، دنسها إرهاب أوجده استعمار غربي وأذنابه من مشيخات البترودولار ومن حام حولهما من أشباه رجال باعت ضمائرها مقابل حفنة دولارات … متناسين أن سورية التاريخ والحضارة لا تهزها العواصف ولا الرياح ففيها شعب صامد يكمل مسيرة الأجداد ، وجيش باسل يصنع الانتصار ، وقائد بشار يقود سفينة الأمة نحو المجد والخلاص , وقادمات الأيام ستحمل لنا أخبار النصر المؤزر عما قريب .
فادية مجد
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960

السابق