على مساحة وطن،رسم عمالنا لوحات عطاءاتهم التي لا تحدها حدود ولا يحيط بها قياس تعب ، فهم أهل للنهوض في كل معركة بناء وانجاز ، وأهل لكل تحد يحتاج العزيمة والمقدرة في ظروف المحن والشدائد، فهل يمكن لنا أن نتخيل معملاً أو مصنعاً أو مخبزاً أو أي خط انتاج من دون ذاك العامل وتلك العاملة ..
لا يمكن لعاقل أن ينكر وقفتهم على حدود الوجع كانوا ومازالوا يقدمون العرق والدم ،يسارعون لإنجاز المهمات الصعبة وإن كانت النتيجة التضحية بالنفس ،فعمال سورية الذين واكبوا مسيرة البناء والعمران منذ بدايات بللورة عملهم النقابي من حيث العمل والتنظيم..
فكانوا فاعلين بشكل ايجابي ضمن إطار دورهم النضالي ، الوطني والإنتاجي ،ما جعله يتطور ويتقدم ويبدع في كثير من المجالات الحيوية وعلى جميع المستويات . وهذا بدوره يعكس حالة التوازن في بعديه الاجتماعي والاقتصادي..الذي وسع مساحة الاستقرار معززا بيئة الأمن الأمان والسلام التي ضحى من أجلها الشعب العربي السوري بالغالي والنفيس.
عيد العمال هو عيد الوطن ..عيد لكل فرد فينا.. لينظر كل منا إلى غذائه لباسه ومنزله..الى مشافينا ، مدارسنا وجامعاتنا،حدائقنا ومؤسساتنا ،طرقنا ،جسورنا، مراكزنا البحثية والعلمية الى جميع البنى التحتية الحديثة والمتطورة التي أذهلتنا قبل أن تذهل العالم بعمقها ومتانتها.. عمران حضاري شيده وصممه ونفذه إنسان عامل مؤمن بالقدرة على انجاز المستحيل، فالتجارب والاختبارات العديدة أفصحت بالخط العريض عن الثروة البشرية وعقول أبناء سورية المبدعة والتي أثمرت بالسواعد الأمينة المحبة التي ما غادرت بيئة عملها .
بقيت تعمل بطاقاتها المتوفرة على الصعيد الفردي والجماعي رغم التهجير والتشريد وفقدان الأحبة ومكان العمل وتدمير المنازل .. طبقة عاملة كانت ومازالت عينا راصدة على ضرورة العمل وعدم التوقف مهما قست الظروف وعين أخرى تتأمل وتترقب على وجع وحسرة لما سببته حرب عدوانية جائرة نالت من الجميع دون رحمة .. وبالتالي لابد أن تنجلي آثاره بهمة أبناء المجتمع كل من موقعه .
فإلى عمال وعاملات الوطن وجميع شهداء وجرحى أسرة الطبقة العاملة في عيدهم باقة حب وتقدير وعرفان بأنكم كنتم على قدر المسؤولية تواصلون مشوار البناء الأصعب جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري ..فكل عام وأنتم بألف خير
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968