عناويـــــن وأفيـــــاء في ظـــــل مســــيرة الوطــــن الصعبــــة

اللحظات الصعبة تضيف قوة اذا ما احسن النظام او الوطن تجاوزها واستيعاب دروسها وتتحول الى عامل ضعف وعائق حركة اذا ما تفوقت المخاطر فيها على ارادة الشعوب، وبالمحصلة فان اللحظات الحرجة والخطيرة لا تتجه نحو الجسم الساكن او المترهل او الضعيف.
فالقانون السياسي التاريخي يقول ان الكيان الحي كالشجرة المثمرة الخضراء الحية، وهو المستهدف لأنه يقع على دور ومواقف وخيارات تؤكد وجوده وتنفي الشوائب عنه وتستكمل عناصر القوة في الرد على اي مكروه.
من هذه الفكرة المفتوحة على الاضافة كان السؤال المهم والذي ما زال مستقرا ومستمرا حتى الان هو لماذا هذا العدوان وبكل هذا الهيجان الاستعماري الصهيوني الرجعي الارهابي على سورية.
كان هذا السؤال هو كلمة السر وهو المدخل الى استيعاب كل ما جرى في سورية وفيها عبر هذه السنوات الثماني العجاف وبتثبيت الاجابة على هذا السؤال تتأكد كل مكونات وعناوين واولويات واداء الوطن السوري بكل ما اختزله هذا الاداء من تضحيات وابداع، ومن صبر واستثمار المعطيات الوقت وآليات العدوان على الوطن السوري، وعلى قدر فهم واستيعاب حقائق السؤال والاجابة نستطيع أن ندرك القواعد والمناهج والطرق التي كان لا بد فيها من اخذ الموقف السوري إلى هذا الحد الذي وقع ما بين الانجاز والاعجاز، وحتى لا تشرد الفكرة فإنه لابد من تثبيت الحدود التالية التي تحيط بالموقف الوطني وبالعداء الارهابي معاً.
1-إن الحد الاول يتمثل في أن الوطن السوري هو الاصل وفي اعماقه تقع كل المكونات التي يتشكل فيها هذا الوطن، الشعب من حيث تكوينه واخلاقياته وذاكرته الممتدة من الاجداد الى الاباء الى الاحفاد، وفي الوطن تتوضع ايضاً باستدامة تصل إلى حد الخلود كل هذه الذكريات والذاكرة التاريخية والادوار الحضارية السورية والمهام الكبرى التي انجزها هذا الوطن وانتعشت فيه على قدر ما انتعش فيها وصولا الى مواقف ثابتة افترضتها حقائق الحياة القومية وفي مقدمتها الوحدة العربية وقضية فلسطين ووضوح قوانين الصراع العربي الصهيوني وليس مجرد قواعد الاشتباك مع هذا العدو كما يحاول البعض اطلاق هذا المصطلح القاصر. اننا بالمحصلة امام عدوان شامل مصيري تاريخي وامام وطن سوري اصيل ومتأصل وما زال في افيائه وفوق ارضه وتحت سمائه يتحرك التاريخ وتتأكد المفاصل الكبرى والحيوية فيه على مدى آلاف السنين، وبطريقة القياس واجراء المقابلة والمقاربة نكتشف بأن هذا الذي يجري في سورية وعلى سورية هو عدوان العصر الراهن وليس مجرد استطالة أو نتوء عبر عن رغبة جانحة جامحة لقوى الاستعمار والصهيونية والرجعية.
ان تحديد الاتجاهين أعني الاداء الوطني السوري والحرب كمياً ونوعياً كما ارادوها على سورية.
2-وفي الحد الثاني تستوطن الحالة التنظيمية التي يعبر فيها الوطن عن ذاته ويرسم من خلالها مدارج العمل نحو الراهن والمستقبل عبر النظام السياسي وهو الاطار الواسع وليس مجرد الحكومة او الحزب او الاجهزة الادارية فحسب فهذه مفردات يحيط بها ويضبط حركتها النظام السياسي الذي تتساوى فيه حصة الفرد والمجموع مع طاقات وصلاحيات الاجهزة الرسمية.
والنظام السياسي في سورية مبني اساساً على هذه المعادلة التي تصل الى حد التكامل العضوي ما بين الشعب ودولته وخياراته في التنظيم وفي تعميق حركة العمل والبناء نحو الامام ولا يضرنا هنا ان نعترف بالقاعدة الحيوية وهي التي تؤكد بأنه لا مطلق ولا مقدس ولا نهائي ويكفي الوطن السوري برغم تناثر الاخطاء والثغرات وانتشار انماط السلوك التي تتلطى عادة تحت مظلات الفساد والبيروقراطية ومراكز القوى المفتعلة وسطو المال الحرام على الدولة والشعب معاً في امثلة قد تكون محدودة ولكنها استنزافية، ومن المعيب ان تقوى على الاستمرار لاسيما في زمن الشهادة والشهداء حيث صار المصطلح المعادل هو سورية وطن الشهداء نظراً لانبعاث هذا الموج الطاهر بعدد من استشهدوا وبمسار اعتناق الشهادة بلا حدود وبلا قيود لان الوطن اصلاً يقع في عمق هذه الشهادة. واعود للقول إن نقاطاً سوداً ومعيبة هنا وهناك لن تكفي وليس بمقدورها ان تلغي حقائق الوطن السوري الكبرى والنبيلة، وهذه خاصية ثابتة في قيم وتقاليد وموروث الوطن السوري.
3-اما الحد الثالث وهو الذي يدركه ويستوعبه تيار الاعداء والعداء اكثر بكثير من بعضنا فهو المتمثل بأن الوطن السوري فيه خاصيتان تظهران في زمن الازمة، اما الاولى فهي انه يجيد الصحوة بعد الكبوة وأما الثانية فهي أنه يجيد اتخاذ القرار الصعب في الزمن الخطير، وهذا المدى هو الذي بدأ يفرض وجوده مع استمرار الزمن في الخطر ولعلنا بمقارنة بسيطة بين السنوات الاولى للعدوان وبين هذه الايام التي نعيشها وتجمعنا تعطينا الابعاد والمعاني الكفيلة بالبرهان الساطع على خصائص هذا الوطن السوري، إن سورية تتقدم وتنتصر باستمرار بناء على هذه الحيثيات وهذا ما سوف يشكل المدى النهائي لحدود التطابق ما بين سورية جغرافياً وديمغرافياً وواقعها المتقدم في كل الميادين والمعارك.
بقلم د: أحمد الحاج علي
التاريخ: الاثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص