الحرب والإرهاب والفساد ,الحقد والضغينة والإجرام ,والفقر والألم والجوع والمرض كلها عناوين عريضة لمسلسلات درامية سورية سجلت حضورها الخاص على القنوات السورية والعربية في الموسم الرمضاني .فكان حضورا مؤثرا ومختلفا وآثرا ترك صدى جميلا حتى قبل الانتهاء من المتابعة الكاملة للحلقات المتسلسلة للأعمال الدرامية على مدى ثلاثين يوما .
وكان اللافت هذا العام التطور الملموس الذي أنجزه القائمون على تلك الأعمال الدرامية والذي يبدو أن القرار كان قد اتخذ في إعادة استئناف العمل بوتيرة مثابرة وبإصرار لتحقيق الهدف الأساسي من الدراما ,أقله رسم الابتسامة على وجه المواطن السوري إلى جانب مسح دمعته بطريقة أو بأخرى انطلاقا من باب أن الدراما هي حصاد مؤثر للقضايا الاجتماعية التي تلامس حياة المواطن اليومية وبالذات المعاصرة على وجه الخصوص.
إلى جانب الأعمال الأخرى التراثية والتي حاولت أن تلبي أذواق الناس من شرائح مختلفة اجتماعية وتدخل في تفاصيل حياتهم فجاء المشهد صورة حية ودقيقة للواقع المطروح مرفقا بوجهات نظر مختلفة للحلول ،بناء على رؤية الكاتب لمجريات الأحداث ومستجداتها.
خاصة وأننا في زمن المتغيرات مع الاختراق الحاصل لحيواتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،و ما يسبب هذا من دمار للأسر السورية التي تبدو قشة تهزها الريح كيفما جاءت عندما تختلف وجهات النظر وتتشعب ولا تكون ملامسة للواقع ولاتبحث عن الحلول ولا تقبل الأخذ بها .عموما وبغض النظر عن مساحة الاهتمام الذي حظيت بها الدراما السورية وبعيدا عن التصنيفات التي تدخل فيها القنوات الفضائية ,يبدو المشهد بتفاصيله الدقيقة و لا يمكن لمتابع أو مهتم تجاهله ولا لناقد ومحلل درامي أن يمر أمامه مرورا بسيطا على ماجاء في الأعمال الدرامية والتي جاءت صورة حقيقية لمعاناة الشعب السوري في الظروف المختلفة .
لجينة سلامة
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995