ما زال التعاطي مع الإعاقة وقضاياها إلى الآن يندرج تحت إطار الطموح الكبير والتطبيق الخجول، فالمحاور التي اشتملت عليها الخطة الوطنية للإعاقة التي أقرتها الحكومة عام 2008 وتمتد برامجها إلى العام 2025 لضمان اندماج أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وتحسين نوعية حياتهم من خلال تطوير التشريعات وإنشاء سجل وطني للإعاقة ودراستها وبناء القدرات البشرية وإنشاء مراكز للتاهيل المهني وتصنيع الأطراف…الخ، لا يرقى المطبق منها إلى مستوى الطموح خاصة بالنظر إلى زيادة أعداد المعوقين وكبر حجم الاحتياجات.
اليوم خطوات أكثر فاعلية يبدو أن المجلس المركزي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة يعمل على تطبيقها معلناً قبل أيام عن التحضير لإطلاق جائزة تقديرية سنوية للأشخاص المتفوقين دراسياً والمبدعين في مختلف المجالات بهدف تحفيزهم وإطلاق إمكانياتهم، إضافة إلى الإعلان عن رصد مبلغ من موازنة المجلس لإيجاد مساحات صديقة لذوي الإعاقة ضمن الحدائق العامة في كافة المحافظات السورية بالتعاون مع مجالس المحافظات، وتم الاتفاق مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة على تخصيص 10 % من وسائل النقل العامة التي تستوردها الوزارة مصممة بشكل يلبي احتياجاتهم.
كما أقر المجلس تشميل الطلاب المقبولين بالجامعات والمعاهد الحكومية بموجب المفاضلة العامة بالاستفادة من المنحة المالية التي يقدمها المجلس وقيمتها 50 ألف ليرة، وتم الاتفاق على إحداث صف نموذجي لتعزيز كفاءة المدارس الدامجة بكوادر تعليمية مدربة إلى جانب تأهيل كوادر قادرة على تقديم الدعم والعلاج لهم، وأخيراً الموافقة على تقديم دعم مالي لمبادرة (مكملين) المتضمنة تشكيل فريق رياضي من ذوي الإعاقة يقوم بتدريب معوقين من جرحى الحرب ضمن الصالة الرياضية بمعهد التأهيل المهني للمعوقين.
خطوات إيجابية بلا شك ولكن كما يقال تبقى العبرة في التطبيق، ويبقى الطموح أكبر في توفير تأهيل مهني للمعوقين من خلال معاهد خاصة لإتاحة الفرصة لهم للحصول على تأهيل يتناسب مع ما لديهم من قدرات عقلية وجسدية وبالتالي الحصول على فرص عمل في التخصصات المهنية المختلفة إضافة إلى إطلاق مشروعات عمل خاصة بهم وتوفير بيئة عمل مهنية صناعية وإنتاجية محمية من أخطار العمل والإسهام في تسهيل تجميع وتصريف منتجات المشاريع الخاصة بهم.
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 12-6-2019
رقم العدد : 16998