هدد الرئيس ترامب بفرض مجموعة جديدة من التعرفة الجمركية على البضائع الصينية تزيد عن ٣٠٠ مليار دولار بحال لم يلتقِ به الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة الدول الصناعية العشرين التي ستعقد في اليابان في حزيران الحالي، وقد أطلق هذا التهديد في لقاء له مع محطة الـ CNBN للأعمال.
ففي ١١ حزيران الحالي وبعد أن علم ترامب أن بكين لم تؤكد بعد مثل هذا الاجتماع صرّح بأنه سيتفاجأ بعدم حضور الرئيس الصيني.
بكل الأحوال بحال غياب الرئيس الصيني سيتم فرض عقوبات بقيمة ٢٥% بالإضافة إلى تعرفة جمركية أيضاً ٢٥% على البضائع الصينية التي تصل قيمتها إلى ٢٥٠ مليار دولار.
استخدم ترامب المقابلة لمهاجمة معارضي إجراءاته للتعرفة الجمركية في وسط المجموعة التجارية الأميركية وليجدد دفاعه عن الاحتياط الفيدرالي لقيم الفائدة والسياسة النقدية.
كان قد سبق هذا اللقاء تعليقات لنائب غرفة التجارة الأميركية مايرون بريان والذي اعترض على إجراءات ترامب بخصوص التعرفة التي ستسبب حسب وصفه (الريب لشركائنا التجاريين).
وأضاف بريان: (إن استخدام التعرفة كسلاح – هي تهديدات متزايدة على اقتصادنا، مزارعينا، مصنعينا ومستهلكينا- ستضرّ بلدنا).
كان بريان قلقاً بشكل خاص من تهديد ترامب بفرض تعرفة جمركية بنسبة ٢٥% على جميع المنتجات المكسيكية في حال لم تمتثل المكسيك لمطلب الولايات المتحدة بإيقاف تدفق الهجرة واللاجئين إلى الولايات المتحدة، والذي كان قد تم إلغاؤها بعد الاتفاق الذي أعلن عنه يوم الجمعة ٧ حزيران.
وأشار إلى أن تهديد التعرفة الجمركية على المكسيك ألغي على أثر الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهذا يعني أنه بحال أبرمت الصين اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة فإن إدارة ترامب ستتمكن دائماً من العودة لاحقاً والتهديد بفرض رسوم جمركية.
ترامب أشار إلى أن الموضوع الرئيسي لسياسته هو (أميركا اولاً)، مؤكداً أن بريان كان يدافع عن شركات غرفة التجارة الأميركية المكتفية بالترتيبات الحالية ولكن ليس عن البلد.
خلال المقابلة التي أجراها مع المحطة جدد ترامب هجومه على البنك المركزي الفيدرالي وقدم مؤشراً عن نمط الخطة الشخصية التي يرغب تأسيسها في الولايات المتحدة.
وأضاف إن الصين بخّست قيمة عملتها منذ سنوات ما منحها ميّزة تنافسية هائلة، ونحن لا نملك هذه الميزة لأننا نملك البنك الفيدرالي الذي لا يخفض قيمة فوائده الأمر الذي يعيق حركتنا، من حقنا القيام بلعبتنا المماثلة، لكن بدون أن نقوم بذلك نحن نفوز). وبإشارة واضحة إلى نمط النظام المالي الذي يتمنى أن يراه بدل الحالي صرح ترامب أن مسؤولي البنك الفيدرالي(غير تابعين لي).
وقال:(لا تنسوا أن رئيس مجلس البنك المركزي في الصين هو رئيس الدولة نفسه وهكذا يمكنه أن يفعل ما يشاء، إنهم يخفضون قيمة العملة أو يضخون الكثير من الأموال وهذا يلغي بشكل ما آثار الرسوم الجمركية).
رغم كل عبارات الرفض ضد ترامب لمفهوم تقويضه استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن هذا الأخير على وشك الاستجابة لترامب بتخفيض قيم الفوائد هذا الشهر أو في تموز وتخفيض آخر في أيلول.
أثارت الحرب الاقتصادية والتعرفة الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة ـ وبشكل خاص التهديد بفرض المزيد من الرسوم الجمركية ضد المكسيك- قلقاً كبيراً في أوساط المال الدولية والكثير من التحذيرات، لا سيما من جانب البنك الدولي..أما ترامب فظل مستمراً بالرهان على استخدام القوة.
خلال نهاية الأسبوع، حالَ البيان النهائي لاجتماع وزراء مال الدول العشرين في اليابان -الذي سيتداول تقديراته في نهاية الشهر- دون اقتراح الشرط الذي يسعى (للاعتراف بالحاجة الملحة لحل التوترات التجارية) بعد تدخل الولايات المتحدة، ولم يشر إلى أثر الصراع الصيني-الأميركي على النمو العالمي.
في تعليق نشرته الفايننشال تايمز في ١١ الحالي، المؤرخ المتخصص بالشؤون الخارجية جدعون رتشمان كتب يقارن بين أعمال ترامب الدولية وأحد دونات المافيا مشيراً في ذلك إلى أعماله خارج نطاق حكومته ضد المكسيك.
الإجراء الذي اتخذه ترامب ضد المكسيك ليس المثال الوحيد، فإدارة ترامب نكثت بالاتفاق النووي لعام ٢٠١٥ مع إيران وفرضت عقوبات جديدة، وهي إجراءات عارضها الاتحاد الأوروبي بشدة بوعده بوضع نظام تسديد بديل. ويقول جدعون: (أُعلم كبار المسؤولين الأوروبيين أنه يمكن استبعادهم من جانب الولايات المتحدة بحال انتهكوا العقوبات، والمشروع لم يبدأ بعد). وسّعت الولايات المتحدة أعمالها خارج حدودها حتى الصين، حيث أوقفت المدير المالي لشركة هواوي كينغ وينزهو، وأدرجت وزارة التجارة الأميركية اسم الشركة على القائمة السوداء.
لم ينته الأمر بعد، وكما يقول رتشمان: (تعتقد إدارة ترامب أن الدور المركزي لأميركا في الاقتصاد العالمي يمنح البلاد مجموعة من الأدوات القسرية التي بدأت العمل بها تواً).
عن: موندياليزاسيون
بقلم: نيك بيمز
ترجمة: سراب الاسمر
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000