اجتماع القدس الأمني لن يحقق لنتنياهو طموحاته

 

ثمّة توقعات تقول بأننا سنشهد في هذا الشهر اجتماعا يعقده مستشارو الأمن القومي في كل من روسيا وأميركا وإسرائيل في القدس لبحث القضايا المتعلقة بإيران وسورية، وما تعدّه إسرائيل «تهديداً لأمنها» في منطقة الشرق الأوسط.
تتكهن مصادر مطلعة بأن الاجتماع المومى له لن يطرح أفكاراً جديدة نتيجة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة للسيادة السورية وقصفها لأهداف بعيدة عن حدوها، وإزاء ذلك، لا يمكن لإسرائيل التوقّع بتلقي أي دعم من روسيا في هذا الصدد، لأنها على علم تام بأن الكرملين لا يرغب باتخاذ أي إجراء يتناقض مع رغبة سورية وحلفائها.
في مختلف الأحوال، فإن هذا الاجتماع غير المسبوق سيكون من الأهمية بمكان لما ينطوي عليه من تنازل عن طلب سبق وأن تقدم به نتنياهو إلى الرئيس فلاديمير بوتين شهر شباط الفائت خلال زيارته إلى الكرملين، وموافقة الولايات المتحدة على طلب نتنياهو الذي تقدّم به إلى الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى البيت الأبيض شهر آذار الفائت.
ذكرت مصادر رفيعة المستوى على صلة بصناع القرار قائلة: «دأب نتنياهو على اللهاث وراء حلفائه للبكاء على أكتافهم عندما يكون معتديا، وذلك عقب كل مشكلة يخلقها في الشرق الأوسط، ولاسيما عندما تتجاوز القوات الإسرائيلية الخطوط الحمراء. وفي العام الفائت، اتفقت روسيا وإيران على إنشاء منطقة آمنة على مرتفعات الجولان، كي تتمكن القوات السورية من الحاق الهزيمة بالمسلحين في جبهات أخرى، وقد استجابت إيران للمطلب الروسي بعد موافقة دمشق».
أما بالنسبة للوجود الإيراني في سورية فقال مصدر مطلع: «استغلت إسرائيل الجهود الروسية وقصفت مواقع في قلب سورية وعلى الساحل بذريعة أنها إيرانية، علماً بأن هذه المواقع تتبع للجيش السوري، ومن الواضح أن خيار إسرائيل يتمثل في تغيير قواعد الاشتباك، ما قاد إلى توجّه حلفاء سورية (أي حزب الله والحرس الثوري الإيراني) إلى الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وإزاء ذلك، لم تعمد روسيا إلى التدخل لمنع عودتهم نتيجة إجهاض إسرائيل ما حاولت موسكو تحقيقه على الحدود.
أما فيما يتعلق بعدم ردّ سورية وحلفائها على الانتهاكات الإسرائيلية العدوانية للسيادة السورية وقصفها لأهداف في هذا البلد أجاب المصدر قائلاً: «قال مستشار الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أن بلاده وسورية سترد بقصف أهداف في إسرائيل في حال استمرار سلاح الجو الإسرائيلي بقصف أهداف في سورية.
وهنا نستذكر ما سبق وأن قاله عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله سابقاً (الذي اغتالته إسرائيل عام 1992) بأن الضرورة تستدعي التركيز على أهداف رئيسة وتجنب إهدار الوقت والطاقة بغض النظر عما يمكن أن تقوم به إسرائيل، ولا ريب بأن هدف تل أبيب صرف الانتباه عن الأهداف الاستراتيجية الرئيسة لسورية، أما في الوقت الحاضر فقد عاد حزب الله والحرس الثوري الإيراني إلى الحدود، ولا شكّ بأن مصير مزارع شبعا ومرتفعات الجولان مرتبط ببعضه لذلك تعمل سورية وحلفاؤها وفقاً لهذا المنظور».
في الوقت الراهن ثمّة أولويات لدى سورية تفوق أهمية معركتها مع إسرائيل، فخوض حرب معها ليس ضمن خيارات دمشق حاليا الأمر الذي يغضب تل أبيب، فالحكومة السورية لم تنسق لاستفزازاتها، كما وأنها ليست على استعداد لفتح جبهة واسعة في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها الشرق الأوسط. لكنها يجب أن تعلم بأن سورية وإيران وحزب الله لن يلتزموا الصمت لفترة طويلة. إذ ترى دمشق بأن ثمة أفضلية لتحرير أدلب ويمثل ذلك أولوية وحاجة ماسة، تتزامن مع إعادة بناء سورية وتوفير الحاجات الأساسية لسكانها (كالمدارس والطاقة وبناء المدن وغيرها)، أما بالنسبة للحرب مع إسرائيل فيمكن إرجاؤها بعض الوقت.
لن تقدّم روسيا لإسرائيل ما ترغبه من مطالب، ذلك لأن نتنياهو شخص غير جدير بالثقة، فقد حصل على فرصة في السابق لكنه أضاعها عندما أعطى الأولوية لقصف مواقع في سورية، لذلك نرى بأن الاجتماع الروسي- الأميركي- الإسرائيلي لن يفضي إلا إلى استعراض تُلتقط به الصور التذكارية، وسيخرج نتنياهو منه خالي الوفاض.
Global Research
بقلم إيليا جيه
ترجمة: ليندا سكوتي
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000

آخر الأخبار
عودة بهجة الحج إلى سوريا.. طقوس الاستقبال تتجدد بعد سنوات من أداة نقل لمصدر رعب وموت.. حوادث الدراجات النارية تفاقم الأزمات اليومية عودة النازحين.. حين تتحوّل فرحة الرجوع إلى معركة يومية للنساء استقرار سوريا.. رهان إقليمي ودولي وتحديات مفتعلة إدلب تطلق مؤتمرها الاستثماري الأول.. فرص واعدة لبناء مستقبل مستقر الضربة الأمريكية لإيران... بين التكتيك العسكري والمأزق الاستراتيجي تحالف حاضنات ومسرعات الأعمال السورية "SAIA" لتحفيز الابتكار إيران تستهدف قاعدة العديد بقطر رداً على الهجوم الأميركي عقوبات أوروبية جديدة تطول خمسة أشخاص على صلة مباشرة برئيس النظام البائد وزير الداخلية يُعلن تفكيك خلية لتنظيم داعش متورطة بتفجير كنيسة مار إلياس محافظ إدلب يستقبل المفوض السامي للأمم المتحدة لبحث دعم اللاجئين اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي الفعاليات الثورية والمدنية بدرعا تأهيل المدارس بالتعاون مع "اليونيسكو" تفجير الكنيسة.. غايات الإرهاب تحطمها وحدة السوريين تعزيز الأمن السيبراني بالمؤسسات العامة وبناء الكفاءات الوطنية نقل الملكيات العقارية.. خطوة اقتصادية.. قيراطة لـ"الثورة": استئناف عمليات التسجيل بعد صدور التعليمات سلامة الغذاء في خطر .. إشارات سلبية جراء تفاقم انعدام الأمن الغذائي خبير اقتصادي للثورة: رافعة ضرورية لتحريك السوق الداخلية. الخطوط الحديدية تنقل 6000 طن قمح من مرفأ طرطوس  مستشفى اللاذقية الجامعي.. زيادات ملحوظة بالعلاجات .. وأقسام جديدة