التوتر يعود مجدداً لخليج عمان.. فمن المـتفيد؟

 

بعد نحو شهر على حادثة ميناء الفجيرة الإماراتي حيث تعرضت أربع سفن تجارية أو ناقلات نفط إماراتية لهجوم في مياه الخليج، سارعت جهات خليجية عدة لاتهام إيران بالضلوع بالحادث والوقوف خلفه دون أي دليل حسي يعتد به، عاد التوتر صباح أمس ليحوم فوق مياه الخليج بعد تعرض ناقلتي نفط جديدتين لانفجارات غامضة وحرائق في مياه خليج عمان، في وقت كان فيه رئيس وزراء اليابان شينزو أبي في ضيافة إيران حاملاً مبادرة سياسية تقوم على التفاوض بين إيران والولايات المتحدة لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر اشتعال حرب مدمرة في منطقة حيوية حساسة، ما يرسم العديد من إشارات الاستفهام حول هوية المدبر الحقيقي لهذا الهجوم الجديد، وسعيه الحثيث لإشعال نيران الحرب بينما كانت الأمور تتجه للتهدئة.
من الواضح أن هناك طرفا ثالثا يسعى لتأجيج الحرب في مياه الخليج بين أميركا وإيران عله يقطف ثمارها، وإذا بحثنا عن المستفيد من هذه الحرب في حال وقوعها، فلن نجد أكثر من الكيان الصهيوني رغبة بها وتحريضاً عليها حيث كان التحريض الإسرائيلي المستمر من الأسباب المباشرة لانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، في حين جاءت بعض المشيخات الخليجية في المركز الثاني.
في الأيام الماضية تكررت اعتداءات الكيان الصهيوني على السيادة السورية بذريعة مواجهة النفوذ الإيراني على الأرض السورية، وهي نفس الذريعة التي يستخدمها النظام السعودي عادة في حربه المدمرة على اليمن أي مواجهة النفوذ الإيراني أيضاً، وهذا يشير إلى استهداف غير مباشر لإيران من قبل خصمين مختلفين وعلى جبهتين، في محاولة يائسة لإقناع دول العالم بأن إيران هي الخطر الأكبر على أمن منطقة الشرق الأوسط والمهدد الأول لاستقرارها وتجارتها وإمدادات النفط القادمة منها، وبالتالي دفع العالم لتصديق كل الاتهامات التي توجه لإيران في مرحلة لاحقة، ومن يتابع الحملة الإعلامية التضليلية المغرضة التي يتبناها الإعلام السعودي ضد إيران حالياً بعد حادثة خليج عمان سيجد رغبة عارمة لدى النظام السعودي في جرّ أميركا لحرب مع إيران لتوهمه بأن الولايات المتحدة هي الأقدر على «تأديب» إيران وكبح نفوذها المزعوم على مساحة المنطقة.
الجميع يعلم أنه خلال الأيام الماضية تم تبريد حدة التصريحات العدائية بين كل من إيران والولايات المتحدة بالتوازي مع الوساطة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني، وكان من الممكن أن تكون لهذه الوساطة نتائج مثمرة في الفترة القادمة فلا إيران تريد الحرب ولا الولايات المتحدة راغبة بها، وقد أكد قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي أن لا رغبة لإيران في صنع أو استخدام أي سلاح نووي، ولكن هذا لا يعني أن تخضع إيران للشروط الأميركية وتتنازل عن حقوق شعبها وحماية مصالحها في المنطقة.
استبعاد فكرة الحرب من قبل إيران وإدارة ترامب وطرح ترامب فكرة التفاوض بديلاً عن الحرب، لم يكن في مصلحة معسكر الحرب في كل من أميركا وإسرائيل والسعودية، ولذلك كان من الطبيعي توقع أحداث جديدة تلقي بظلالها على الوضع المتوتر أصلاً وتدفع باتجاه المزيد من التوتر والتصعيد وصولاً إلى الحرب، لأن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان في وقت حساس وفي وقت تتواجد فيه قطع الأسطول الأميركي من حاملة طائرات وسفن حربية وطرادات، مع الاتهام الموجه سلفاً لإيران، من الممكن أن يفجر حرباً، ولا سيما أن ساكن البيت الأبيض أثبت غير مرة بأنه شخص متهور ويتخذ قراراته من دون تفكير ومن دون مشاورة أحد، ولا شك بأن هناك من يراهن على تهور ترامب من أجل تحقيق مآربه الدنيئة في عموم المنطقة.
المفاجأة التي كان لها وقع الصدمة على الإعلام الخليجي المحرض هي مسارعة السفن الإيرانية إلى مكان الحادث وإنقاذها 44 بحاراً أجنبيا من على متن إحدى الناقلتين «الناقلة كاريدجس» بحكم قربها من المياه الإقليمية الإيرانية، ونقلهم إلى ميناء جاسك الإيراني، وهذا يؤكد تعمد الفاعل ارتكاب فعلته قريباً من المياه الإقليمية الإيرانية من أجل إلصاق التهمة بالحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني، ودفع من يفكرون بالحرب لاتخاذ قرارهم قبل التحقيق بالحادث، وخاصة بعد أن فشلت اعتداءات ميناء الفجيرة الإماراتي من تحقيق هذا الطموح، إذ لا يوجد أي مصلحة إيرانية في ارتكاب مثل هذا الفعل كونه يسيء إليها قبل أن يتسبب لها بمتاعب أمنية واقتصادية وسياسية مع دول العالم، وهي التي تسعى لبناء أفضل العلاقات مع باقي دول العالم لتخفيف وطأة الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية عليها.
عبد الحليم سعود

التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000

آخر الأخبار
حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً ضبط ٨٨ كغ فروج فاسد في أحد مطاعم حلب  خبير يكشف لـ"الثورة": 40 تريليون ليرة خارج تداول النظام المصرفي