التراجع في اللهجة

 

    لم تأت مخرجات قمة العشرين في أوساكا اليابانية وفق توقعات المراقبين، فقد ذهبت جميع توقعاتهم إلى أن القمة ستكون عاصفة في ظل حالة التوتر والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والتوترات الجيوسياسية على المستوى العالمي.
 ورغم أن التوقعات استبعدت حتى صدور بيان ختامي، فإن ذلك البيان جاء هادئاً مخالفاً لجميع التوقعات، فهل يعني ذلك تغيراً وتبدلاً حقيقيين على مستوى العلاقات الاقتصادية أولاً، وبالتالي على مستوى العلاقات السياسية المتوترة ثانياً؟
 لقد كانت مجريات القمة وفصولها وما نقلته الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية كفيلة بالحديث عن الحقيقة التي حكمت لقاءاتها، وحددت مستقبل العلاقات الدولية، فالصورة التذكارية أوحت بمدى حجم التمدد الأميركي المستمر، إذ إن وجود محمد بن سلمان إلى جانب الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني إنزو آبي والتساوي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعني أن الإدارة الأميركية ما زالت مستمرة في سياستها المتسلطة المتغاضية عن الاتهامات الرسمية الأميركية للسعودية في انتهاكاتها لحقوق الإنسان ودور ابن سلمان فيها، ليزيد فوق ذلك في تصريحاته التي تتحدث عن العلاقة الممتازة مع السعودية واصفاً إياها بالشريك الأكبر مع بلاده.
 وتبقى القمم الأميركية الثنائية مع كل من روسيا والصين وتركيا محددات أخرى لمستقبل العلاقات الثنائية وما ستتركه من تأثير  في العلاقات الدولية، فالخلاف مع تركيا بشأن صفقة الصواريخ الروسية إس ٤٠٠ تم تبريره من جانب ترامب شخصياً، لتنتهي هذه الأزمة خلافاً لموقف البنتاغون، وبالتالي تحقيق انفراج بسيط في العلاقات مع روسيا.
 وبالنسبة للصين فقد كان الانفراج الشكلي في السماح للشركات الأميركية بمعاودة التواصل مع شركة هاواوي الصينية مع الإبقاء على الرسوم الجمركية المفروضة سابقاً على البضائع الصينية.
 فترامب أعطى وعوداً وأحاديث شكلانية محتفظاً بجوهر الإجراءات والقرارات التي تعكس حقيقة المضي في سياسة محاولة السيطرة على كل مقدرات الاقتصاد العالمي، والتحكم في مسارات السياسة الدولية.
 وفي النهاية فإن ترامب قد خرج بأكبر قدر ممكن من النجاحات ليعقد أطول مؤتمر صحفي خلال فترة رئاسته الحالية لنحو خمس وسبعين دقيقة مغادراً إلى كوريا بلقاء حميمي مع الرئيس مين جونغ أون، ليؤكد مجدداً استمرار العقوبات الأميركية على كوريا الديمقراطية، ما يعني أن السياسة الأميركية ستمضي وفق برنامجها وأجندتها ومنها سورية، إذ تم الطلب إلى الرئيس بوتين عدم القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب ، وكرر أمام أردوغان عدم محو الكرد على الحدود وفق تعبيره، فالأيام القادمة ستأتي محملة بالأبعاد العدوانية لواشنطن، وهو ما ستكون سورية متيقظة له على جميع المستويات.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 1-7-2019
الرقم: 17013

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص