ربما أصعب ما في الأمر «البطل» حامل العمل، الشخصية الرئيسية, محور الشخصيات أو عمود المسلسل الذي تتمسك به كل الشخصيات حتى قبل أن تباشر دورانها الحياتي في دراما لايدرك مدى صعوبة التلاعب الإبداعي بها إلا من يحاول تلمس الخطوات الأولى لشخصيات مبتكرة، طريفة، برداء واقعي يحد من جموح الخيال.
ما إن تنبثق من بين أصابعك حكاية البطل الأول، حتى تتالى الخيوط الدرامية, وتتشابك، وتبدأ جداولك بالامتلاء، طالما أنت غارق في أفكارك منعزلا, تمشي معها وحدها، تقودك بسرديتها إلى مناطقها غير المحتملة، البعيدة عن المألوف، حتى تنتشي وتبدأ أفكارك بالاتساق وصولا, لاكتمال النص حتى مراحله النهائية..!
ولكن ما إن تفلت كل الخيوط الفكرية من ذهنك، حتى تبدأ بمراجعة واقعية أخرى..!
هل سينال إعجابهم.. بالطبع إن داهمتك هذه الفكرة وانت تكتب نصك الاول مثلا.. تختلف طريقة تلقيك وأنت تكتب نصك الثاني.. أو وأنت تكتب نصوصا تالية حين تبيع بعض الحلقات..!
لكل مرحلة.. قلقها..!
أخطر مرحلة، حين تكون في البدايات, ويساورك قلق النهايات..!
هل سيباع.. هل سيعجب الشركة.. كيف أجعله يساير السوق؟
كلها هواجس محتملة، من يكتب نصه الدرامي، هاجسه الرئيسي، سوق البيع..!
قد تعيد مخطوطك كله، بناء على هذه الهواجس..
المشكلات تبدأ حين تسايرهم.. قبل تقديم اشتراطاتهم، بل قبل زيارتهم..!
ثم في مرحلة تالية.. حين يبدؤون بإعادة انتاج نصك من جديد، بما يتناسب مع متطلبات سوق جاهزة، منمطة، حينها ستشعر أنك خرجت كليا من نصك، انها أفكار بائتة تجعل من نصك سلعة رائجة، لكنها بلا ملامح أوهوية.. مجرد بضاعة آيلة لمسايرة ذوق, لاندري كيف شكل وعلى أي أسس، ولكن المهم أن يكون نصك زجاجيا شفافا، يتحطم وتعيد لصقه بألوان تخاتل كل الأمواج الدرامية الرائجة..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 1-7-2019
الرقم: 17013