اقتربت كميات القمح التي استلمتها الدولة – عبر السورية للحبوب – حتى الآن من النصف مليون طن، ولا يزال هناك الكثير من الأراضي المليئة بالسنابل التي تنتظر دورها في هذا الحصاد المبارك، والذي ينتظره السوريون أيضاً على أمل الوصول إلى أكثر من مليوني طن حسب التوقعات، وذلك على الرغم من كل محاولات الحرق والتخريب الذي تعرّض له هذا الموسم من قبل القوى الإرهابية والعميلة، التي لم تقتنع حتى الآن بفشلها الذريع الذي يتضاعف يوماً وراء يوم، فتمضي في جنونها الإجرامي هنا وهناك، ولا تحصد دائماً سوى الأذى والفشل، ومع هذا لا تتوقف عن حماقاتها التخريبية التي لن تستفيد منها بالنهاية شيئاً.
فالحرائق المفتعلة التي شهدتها حقول القمح.. ما الذي استفادت منه تلك المجموعات الإرهابية والعميلة.. سوى أنها قهرت بعض الإخوة الفلاحين، وقضت على آمالهم في هذا العام، وعلى أحلامٍ كانوا قد بنوها على أمل أنّ الموسم قادم..؟!
بالتأكيد الدولة تأمل ألا تُحرق سنبلةٍ واحدة، وقد عدّت العدّة من أجل استلام الموسم كله بعد أن أعطت الفلاح سعراً تشجيعياً، ثم جهزت مراكز الاستلام والصوامع، وزودت الفلاحين بأكياس التعبئة، وخصّصت الأموال اللازمة بلا تردد، مع تعليمات واضحة بسرعة الصرف وعدم التأخير على كل من يُسلّم موسمه، إذ يعنيها استلام الإنتاج بالكامل، ولكن بالنهاية هي ستستلم كل ما هو متاحٌ من القمح، وكل ما ينقص عن الحاجة سرعان ما تعقد صفقات الاستيراد لتملأ الفراغ، ما يعني أنّ إجرام المجموعات الإرهابية والعميلة في حرق حقول القمح لن تؤثّر شيئاً على الدولة، وآثارها تنعكس فقط على الفلاحين وأسرهم، وعلى تلك المجموعات الإرهابية نفسها عبر تسجيلها لحماقاتها ومحاولاتها التي باتت مثاراً للسخرية من شدة إخفاقاتها، وعجزها عن تحقيق شيء جوهري.. يُسجّل لها.
مسيرة الانتصار باتت واثقة الخطا، والفرج قريب، وتعب السنين الذي مكّن سورية من أن تنتج ما يزيد على حاجتها من القمح، وتضرب حولها طوقاً متيناً يحرس أمنها الغذائي، لن يذهب هدراً، وكان يكفيكم ثماني سنواتٍ من الوهم والبؤس والتخريب والإجرام حتى تُعيدوا حساباتكم الخاطئة، وتكفّوا عن اللهاث وراء السراب الذي ما استطاع يوماً أن يصير حقيقة، مهما بلغ به الخداع، فالحقيقة هنا.. تترعرع بالصبر وبالإصرار.. وإننا لقادمون.
علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 1-7-2019
الرقم: 17013