تتصدر أخبار الحرائق صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه أخباراً عن حرائق سواء حراجية أم زراعية وغيرها، والتي زادت وتيرتها بشكل متسارع خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقد أضحت حدثاً متكرراً يؤرق الأهالي مطلع كل صيف بالتزامن مع موسم الحصاد، وتفيد التقارير باندلاع مئات الحرائق في العديد من المحافظات والتي أضرت بآلاف الدونمات من الغابات والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة وعلى رأسها الزيتون واللوز والفستق الحلبي وغيرها من الأشجار الحراجية المعمرة والنباتات الطبية، كما التهمت آلاف الدونمات من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والحقول الزراعية.
تعد الحرائق من أقسى الكوراث التي تحدث حيث تتسبب بخسائر اقتصادية وأضرار بيئية وسياحية فادحة، وتؤدي في بعض الحالات إلى موت العديد من السكان ورجال الإطفاء والحيوانات الأليفة والبرية ناهيك عن الإضرار بالممتلكات العامة والبنية التحتية ومكونات التربة.
تشير الإحصائيات إلى أن الحرائق مجهولة الأسباب تشكل 50 -77% من حرائق الغابات التي يعتقد بأن القسم الأكبر منها مفتعل وتأتي الحرائق المقصودة في المرتبة الثانية، كما أن حرق الكميات الكبيرة من المخلفات التي يتركها السياح والمصطافون والممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض كرمي أعقاب السجائر بشكل عشوائي وحرق المخلفات الزراعية تعد أحد المسببات الرئيسية، ويرى البعض بأن وعورة بعض المناطق وقلة الإمكانيات وضعف الجاهزية للتعامل مع الحرائق أحد الأسباب المؤدية لاشتعال الحرائق وخروجها عن السيطرة ملحقة أضراراً فادحة بالمحاصيل الزراعية التي تعتبر خزان الأمن الغذائي.
تلعب الغابـات دوراً مهماً فـي حياة الكائنات وحفظ التنوع البيولوجي وحماية التربة مــن الانجــراف ومقاومة التصحر نظراً لمــا تــوفره من مواد أساســية مثــل المــاء والغــذاء والـدواء والعلـف والأخـشاب، وتـوفر مجالاً واسـعاً مـن الخـدمات البيئيـة، وتنقية الهواء من التلوث والتخفيف مـن آثـار التغير المناخي، وتشكل عازلاً للغلاف الجوي ضد غاز الكربون المتصاعد فـي الجـو، وهو أحـد الغـازات الدفيئـة الرئيـسة المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
إذاً يمكن القول باختصار إن أسباب الحرائق في بلدنا بشرية بامتياز وهي تتم بفعل فاعل وبشكل مقصود بغرض التحطيب والتفحيم أو الاستيلاء على بعض الأراضي، لذلك يجب تضافر جهود جميع الجهات المجتمعة لحماية هذه الثروة الحيوية من عبث العابثين.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015