فعـــالية أبنــــــاء الشـــمس.. واقــع بين المــــد والجــــزر

 

 

أبناء الشوارع .. أبناء الشمس ..الأطفال المشردون.. أسماء وألقاب كثيرة أطلقت عليهم ..وتسميات كثيرة لهم ..أفرزتهم ظروف أسرية ومجتمعية من حرب وتفكك أسري وموت أحد الوالدين أو كليهما ,أو نتيجة الفقر والجهل والذي يدفع بهؤلاء الأطفال إلى الشارع ليكون مأوى لهم.
هم أطفال دون الرابعة عشرة من عمرهم ما يعني أنهم بعمر الزهور,ولكن أحاديثهم وتصرفاتهم وخبرتهم بعالم الشوارع والطرق المتفرعة عنها قد تجاوز أعمارهم بعقود.
للبعض منهم لغة وعبارات وتعابير لا تمت للغة العربية بصلة وكأنها لغة الغجر ,وأكثرهم لايعرفون ماذا تعني كلمة الأسرة أو المدرسة , بينما الغالبية العظمى منهم إن لم نقل كلهم يجهلون بديهيات الأمور التربوية والتعليمية والأخلاقية, وهذا يعني في المحصلة أنهم شريحة من المجتمع لم يخضعوا أو يتعلموا أبسط قواعد التربية والأخلاق والانضباط.
انتبه…مشردون
أبناء الشمس فعالية تنطلق للسنة الثالثة على التوالي في الأول من تموز من كل عام للفت النظر لقضية الأطفال في الشوارع .في عدة أماكن تزامنا, وفي ثلاث حدائق ضمن مدينة دمشق وهي: حديقة المدفع في أبي رمانة وحديقة المواساة في المزة وحديقة المركز الثقافي في برزة. وبعض المدن السورية وهي حلب وحمص وحماة واللاذقية و طرطوس وجبلة ومصياف والسويداء.
وتتضمن الفعاليات أنشطة وألعابا مختلفة ورسماً وتلويناً ,موجهة نحو الأطفال المشردين والمتسولين والمهمشين – أطفال الشوارع- وذلك في أمكنة عامة وحدائق للتنبيه لخطر هذه الظاهرة التي تتزايد في البلدان التي تعيش حالة حرب وأزمات وظروف اجتماعية غير إنسانية ,برعاية حكومية ومبادرات تطوعية ومدنية. ويرافق هذه الفعاليات حملة «حرر نفسك» التي تهدف إلى نشر الوعي بين الأطفال واليافعين حول خطورة المواد المخدرة والمذيبة.
المشرّد باب للانحراف
في لقاء مع وضاح كيّال مدير شركة أفكار والشريك الاستراتيجي لسيار في رعاية هذه الفعالية,والذي أثار عدة قضايا اجتماعية كانت بدايتها الحديث عن فعالية أبناء الشمس والتي حملت عنوان «فيك تساعد» والتي تلقي الضوء على ظاهرة أبناء الشوارع لتنبيه المجتمع إلى ضرورة التعاون والتشارك بين جميع الأطراف على المستوى الحكومي والمدني في معالجة هذه القضية الاجتماعية.
وفي سياق الحديث عن أسباب ظاهرة التشرد بيّن وضاح كيّال أنه لا يقتصر تشرّد الأطفال على ضياعهم في الطرقات، ونومهم خارج البيوت بعيدا عن الرقابة الأسرية ودور الرعاية، وإنما يمتد إلى مشاكل أعقد من هذا بكثيرٍ، يتمثل في انتشار ظاهرة تسول الأطفال، جنباً إلى جنب مع ظاهرة التشرّد، وما يتبعها من تسرب دراسي وتفشي الأمية بين أبناء الجيل الفتي بعدما كنا قد شارفنا في القضاء عليها ,لأن الطفل المتشرّد بطبيعة الحال يفتقر إلى من يُنفق عليه، فيلجأ إلى التسول وأحياناً إلى السرقة من أجل إعالة نفسه أو أسرته ، كي يسدّ رمقه، ما يربي جيلاً منحرفاً، لديه ميول للجريمة، وانحراف خطير في شخصيته وسلوكه , ويجعله تربة خصبة وسهلة لاستخدامهم من قبل جهة أو شخص خارج عن القانون لاستغلالهم في التسول والتعاطي والسرقة والمتاجرة بالأعضاء , والطفل الذي تربى دون ضوابط أسرية أو أخلاقية أو مجتمعية تكون إحدى أول الوسائل للسيطرة عليه هو تعويدهم على المذيبات والإدمان.
ومشروع أبناء الشمس يهتم بالمشردين من خلال جذبهم لأنشطة تفاعلية تعليمية توعوية لهم لشدّهم إلى عالم الفرح واللعب لكسب ودّهم وثقتهم ومن ثمّ تطوير مهاراتهم وإعادة تأهيلهم.ويدعو جميع الجهات المعنية للعمل من أجل هؤلاء الأطفال من خلال إيجاد برامج وتطبيق سياسات مدروسة تحسن من أوضاعهم وتحد من استغلالهم وتحويلهم من عناصر مؤذية وضارة في المجتمع إلى عناصر فعّالة فيه.
يوم عالمي لأطفال الشوارع
تتحدث لمى النحاس رئيس مجلس إدارة مؤسسة سيار عن هذا اليوم: هو يوم يعنى بتذكير المجتمعات بفئات الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية والمتسولين والمشردين, كما نتوجه لأطفال العمالة والمتسربين والمنقطعين عن الدراسة وكل ما يندرج تحت ذلك , إنها دعوة لكل الأطراف الحكومية وغير الحكومية للاهتمام بهم والعمل بشكل جدي على إجراء تغييرات جذرية في التعاطي مع هذه القضية لإعادة دمجهم بالعملية التربوية وإيجاد فرص تضمن حياة كريمة لهم ونسعى أن يكون الأول من تموز يوما عالميا لأطفال الشوارع لتوجيه الرأي العام للاهتمام بهؤلاء الأطفال.
الغد الضائع
حين انخرطت بين هؤلاء الأطفال ثمة توجس وعدائية ونفور من كل ما يقترب منهم لأن الجميع بالنسبة لهم هم أشخاص غير مرغوب بهم. أجوبتهم بكلمة أو كلمتين تقذف بصرامة وحدّة , وكأنهم مدربون بشكل جماعي على الإجابات للأسئلة التي تطرح عليهم. أسماؤهم غير حقيقية ومعلوماتهم غير صحيحة ويخفون أي معلومة عن أسرهم أو مشغليهم. ويتشاركون جميعا بأنهم فاقدو الوالدين جاؤوا من مناطق كانت أو مازالت ساخنة ليصعب تتبع أصولهم.
تشرد الأطفال من أكثر انتهاكات حقوق الطفل وواحدة من أكبر المشاكل الاجتماعية التي تواجه أي مجتمع يسعى للتطور والنمو.
ولاتزال هذه القضية دون حلول حقيقية رغم خطورتها وتبعاتها المؤلمة.
إنها دعوة مفتوحة لإعادة هذه القضية إلى الأولويات التي يجب حشد كل ما يلزم لحلها والحد منها.
الأطفال المشردون أقل ما يوصف أنهم السكين التي سترتد يوما وتغتال الغد والأمل المتمثل في عيونهم المتوجسة والجريئة معا.
ثناء أبودقن

التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص