تلعب الولايات المتحدة على حبال تقطيع الوقت، ريثما تلملم سلسلة إخفاقاتها الميدانية، للعودة مجدداً إلى محاولة تعويم تنظيماتها الإرهابية، لتثبت من خلال تلك التنظيمات تموضعها الاحتلالي، لا سيما بعد إدراكها المسبق بأن محاولاتها لاستجرار أدواتها الدولية والإقليمية كي ترسل قوات بديلة تحل مكان قواتها المحتلة ستبوء بالفشل، كما حصل في المرات السابقة، والرفض الألماني حتى الآن بإرسال قوات إلى الجزيرة السورية يضيع على أميركا فرصة الزج بالوكلاء ولو بشكل مرحلي، ولكن هذا لا يعني أن أميركا عاجزة عن إيجاد البدائل، طالما هي مستمرة في الرهان على أذرعها الإرهابية الجاهزة في كل وقت لتلبية الطلب الأميركي.
أميركا اللاهثة وراء استجداء الشركاء في (التحالف الأميركي) المزعوم لمحاربة داعش، كي يسعفوها بمأزق ملء الفراغ، تتحسب جيداً للقادم من الأيام، وما ستحمله من مواجهات حتمية مع الجيش العربي السوري وحلفائه، بعد استكمال تحرير إدلب من الإرهاب، لأن الجزيرة السورية ستكون الهدف القادم لعمليات الجيش في إطار عزمه على مواصلة حربه على الإرهاب وداعميه حتى تحرير كل شبر أرض يحتله الإرهاب، أو أي قوات غازية محتلة، ويبدو أن ألمانيا وبعض الدول الأوروبية بدأت تتحسب أيضاً لتبعات تلك المواجهة التي لن تكون في صالحها بكل الأحوال، والرفض الألماني للطلب الأميركي بهذا الشأن ربما يكون من باب الشعور بالهزيمة المسبقة للمخططات التي أنشئ على أساسها (التحالف الأميركي) تحت ذريعة محاربة داعش.
السعار الأميركي المحموم لإطالة أمد الأزمة لم يتوقف حتى الآن، وإعادة استنساخ الإرهاب عبر استجلاب إرهابيين جدد والعمل على تدريبهم في معسكرات أنشأتها أميركا في قاعدة التنف وفي الأردن، تشير إلى رغبة أميركية بأن تكون التنظيمات الجديدة بديلاً عن القوات الأجنبية المشاركة في (التحالف الأميركي)، ليصار بعد ذلك إلى دمجها مع ميليشيات (قسد)، بما يفضي إلى تشكيل ذراع إرهابي أطول ينفذ المهمات الأميركية القذرة، ويتولى مهمة استكمال المشروع الصهيو أميركي الذي ما زال يواجه الهزيمة تلو الأخرى، سواء في الميدان، أم في السياسة.
التشبث الأميركي بعكاز الإرهاب ليس وليد اللحظة، وإنما هو منهج ثابت ترتكز عليه سياسات واشنطن لمحاولة إخضاع الدول الرافضة للهيمنة الأميركية، ولكن هذا لا يعني بأن أميركا تستطيع تنفيذ كل أجنداتها الاستعمارية من خلال ممارسة الإرهاب ودعمه، والانتصارات الميدانية والسياسية التي تحققها الدولة السورية خير شاهد.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020