مع محبتي..

 

 

قف قليلاً أيها الطريق
أما تعبت من القادمين والمسافرين.. ألا تدمع عيناك من تلويحة الأيدي
في الذهاب والإياب؟
……………………………..
اهدئي أيتها الذاكرة
(كنّي) كما كانت تقول أمي لا تفتحي الملفات القديمة حتى لا يهرب المستقبل
وتنخلع أبواب الأيام التي لم نعد نؤرخها..
……………………………..
كأنك لم تعش تسع سنوات من الحرب..
كأنك ما زلت تركض في نظريات النضال والمناضلين الذين صدقتهم ومشيت في عقولهم
ثق أن مصطلح النضال قبل الحرب غيره بعد الحرب..
لذلك عليك أن تبحث عن مصطلح جديد يليق بسورية الدامية.
………………………………….
يقول المثل القديم:
إذا مشيت في مدينة – العوران – ضع يدك على عينك..
في الوطن العربي كلنا نضع أيدينا على عيوننا لذلك لا نرى إلا ما يراه الآخرون ولا نمشي في طريق إلا الذي مشاه غيرنا..
الابتكار نقمة والغباء نقمة..
……………………………….
طيري أيتها اليمامات إلى بلاد الله الواسعة
ابتعدي..
لا تهدلي قرب نافذتي كي لا أشعر بالعجز لأني لا أقدر أن أطير..
……………………….
يقال (الطيور على أشكالها تقع)
هذا يعني أن السوريين ليسوا على شكل واحد بل كل واحد منهم على شكل مختلف..
كيف بنينا – إذن – أوغاريت وكيف أوجدنا الأبجدية وابتكرنا السلم الموسيقي.. ومكتبات إيبلا
والمدن المنسية والأبواب السبعة لدمشق وكل باب يودي إلى زمن بعيد في الحضارة والتقدم..
هل هذه الأبواب لم تبتكر في النهاية إلا الخيام السود والسواطير والأبجدية القاتلة؟
والطيور التي على أشكالها تقع؟
………………………………..
يسألونك عن وطنك..
إذا كانت أمك موجودة قل ورأسك مرفوع وقلبك ثابت: لي وطن باذخ الحنان
لا تطوله أشواك الانتقام
وإذا كانت أمك غير موجودة.. أدر وجهك نحو السماء وقل بصوت خاشع: لي الله..
……………………………..
نحن السوريون المجبولون باللغة والعراقة والإبداع.. آخر ما أبدعناه حرباً ضروساً لا تشبه غير حرب داحس والغبراء..
ستكتب عنا الأقوام والأيام وسنعلِّم الشعوب كيف يكون الذبح الحلال والسبي الحلال.. سنعيد عهد الجواري والإماء.. سنعيد صفين وكربلاء.. ثم سنتغنى بجوليا دومنا وبزنوبيا.. وكم سنعيد الكرة بالصلاة والسلام على آخر الأنبياء والإيمان والدم يقطران من أصابعنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
………………………..
عدد على أصابعك..
كم وجه غاب من عينيك.. وكم مدينة واريتها القهر وصليت على غيابها وبكيت..
عدد على دقات قلبك.. كم تتلهف لأن تكون أنت.. أنت بعد تسع سنوات وألف مجزرة وألف بيت بلا عنوان.. عدد.. ثم اكتب الرسائل للذين لن يعودوا.. وإذا عادوا لن يكونوا في دفتر عناوينك..
مع ذلك اكتب.. لا تشعر بعدم جدوى الكتابة.. قد تصل الرسائل ذات حرب أخرى.. لكن لا تنس أن تنهي الرسالة بـ -إلى اللقاء مع محبتي-.
أنيسة عبود

التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!