يوم كانت الانفجارات تأكل من توقيتنا على مدى 8 أعوام، كان الكثير من كتاب الخليج، وحتى الغرب يكتبون بالمخالب على الورق، يدينون دماء الأبرياء، ويطلقون سراح البغدادي تحت شعار الحريات.
اليوم وفي انحسار التنظيم الإرهابي وتبدل المشهد بدأت الانسحابات التكتيكية لتلك المخالب.. تقلمت بما يناسب المشهد وتبدلاته، لتحكي اليوم بلغة الناصح والمتخوف على الدور السوري في المنطقة، ولكن من وجهة النظر الأميركية وبثقافة البترودولار الخليجي.. ثمة من ينصح سورية بتجاوز نشوة الانتصار على الإرهاب والذهاب لطرد أردوغان وأعداء الخليج من المعادلة السياسية والميدانية.
ثمة من يقول: نخاف على سورية بالعاً كل السموم التي أطلقها خلال سنوات الأزمة، ومتحدثاً بلهجة حكيم الزمان.. غاسلاً يديه من دماء السوريين، وقافزاً بدوره من يهوذا الذي باعنا إلى صاحبة النخوة العربية بفنجان الوحدة.
نقول لهم: سورية ما بدلت تبديلاً.. صاحبة القرار تعرف الأصدقاء من الأعداء، وكما تجاوزت محنتها تدرك طريقها إلى استقرارها وإخراج كل الاحتلالات من ليل أزمتها.. فهي تكتب تاريخها بدماء أبنائها، وما عدا ذلك حبر يباع ويشترى في كل ظرف سياسي وميداني، والدليل أن المخالب تقلّمت على حدود معركتها، وباتت تطرق المقالات بطريقة الأحرف النافرة.. تكتب بأعين زجاجية وغباشة المواقف من البيت الأبيض، حتى مشارف الخليج، فإلى أولئك الذين ينصحوننا من النسخ الورقية للإشارات الأميركية والإسرائيلية نقول: إن كنتم أصحاب أقلام فابدؤوا من اليمين إلى اليسار العربي، ولا تذهبوا في الاتجاهات التي تناسب الخطوط العريضة بين الوهابية والصهيونية وما صنع بينهما الحداد الأميركي.
عزة شتيوي
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025