إذا كانت بعض المؤسسات والمنظمات والنقابات تمثل البنية التحتية للمجتمع من حيث التشكيل المجتمعي وهي أيضاً تمثل القاعدة المدنية للمجتمع فإن السؤال يبدو مشروعاً عن دور وفاعلية هذه المؤسسات والمنظمات. وهل تمكنت من مواكبة متطلبات الظروف المتجددة وهل استطاعت أن تعزز ثقة قواعدها وجماهيرها بها.؟
إن التعويل على المنظمات والنقابات يكتسب أهميته أولاً من كون وجود قيادات هذه المنظمات في مواقعهم عن طريق الانتخاب والاقتراع وأنهم يمثلون الطليعة الواعية التي تقود المنظمة وحراكها الشعبي وهي تتحمل الجزء الأكبر لتوجيه هذا الحراك وهندسة الحياة المدنية فيه.
إلا أن واقع الحال يعكس وجود مؤسسات ومنظمات نائمة وهي دائماً حبيسة المكاتب وأسيرة الروتين. ولذلك فإن غياب بعض المنظمات وعدم قيامها بأي دور مؤثر أفقدها ثقة المواطنين ونلاحظ أنه نتيجة الانفتاح المعلوماتي أصبح الناس يتوجهون إلى المنظمات الخاصة والمستقلة والجمعيات. ولا نعتقد أن الدافع الوحيد هو ما تقدمه هذه المؤسسات الجديدة من خدمات معيشية واجتماعية وثقافية وإنما ثمة أسباب أخرى ربما في مقدمتها أن بعض منظماتنا ونقاباتنا اعتادت على النشاطات التي لا تحتاج إلى ثقافة عالية ومعاصرة ولا تحتاج إلى خبرة في قيادة الوعي بالشكل الصحيح. ولذلك افتقدنا الدور المأمول لبعض المنظمات وكشفت الأزمة عن الضعف والترهل وأكثر من ذلك هناك فجوة بين هذه المنظمات وقواعدها.
اليوم نحن بحاجة إلى دور مؤثر لكل مؤسسة قادرة على الإسهام في قيادة الرأي العام من خلال التوعية والتواصل المستمر وطرح القضايا التي تلامس شرائح المجتمع كافة.
إن المنظمات الشعبية تمثل القاعدة الجماهيرية الواسعة ولذلك يجب أن تقوم بدورها من موقعها الطليعي المتقدم في المجتمع. ومن موقع الحرص والغيرية نسأل: لماذا هذا التدافع والازدحام للانتساب إلى المنظمات والجمعيات الخاصة وهل فقدت بعض منظماتنا ونقاباتنا أدوارها الوظيفية والاجتماعية. ولماذا تبدو بعض المؤسسات والمنظمات والنقابات نائمة في حين ظهرت في ميادين العمل منظمات وجمعيات خاصة تحاول أن تستقطب الناس وتستفيد من غياب بعض المؤسسات من خلال ملء الفراغات وتقديم المغريات.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025