ثورة أون لاين -باسل معلا:
دفعت سورية ومازالت.. ثمن استقلالية قرارها واحقية شعبها في تقرير المصير والتحرر من الاستعمار الذي وما إن خرج من باب الاستقلال وهو مازال يحاول الدخول من شبابيك عدة… هذا الكلام ليس تقليديا او كما يحب البعض ان يسميه عبارات معبأة او معلبة انما هي حقيقة جلية قد لانشعر بها كما البعض من الشعوب التي مازالت تعاني من اشكال الاستعمار القديم قبل الجديد…
اتاحت لي الفرصة لقاء مجموعة من الاعلاميين الافارقة يمثلون اكثر من بلد افريقي في احدى الدورات الاعلامية في الصين، وجرى بيننا مجموعة من الاحاديث حول الاوضاع المختلفة في البلاد ،وقد فوجئت انهم اكدوا لي جميعا ان بلادهم مازالت تعاني من استغلال الاستعمار بشكله القديم والذي تخلصنا منه منذ عشرات السنين فالبلاد التي تمتلك اهم الثروات على مستوى العالم من نفط ومعادن نفيسة من ذهب وفضة ونحاس وايضا الماس الا انها تعاني من فقر مدقع…
العقود الموقعة والتي لا يمكن تشبيهها الا بعقود الاذعان تنص على ان يحصل البلد صاحب الثروة على حصة لا تتجاوز خمسة بالمئة من ناتج التنقيب في حين ان الدول الغربية المستعمرة تحصل على 95 ٪ من العائدات هذا بالنسبة للنفط والماس والمعادن النفيسة الاخرى…
احد الاعلاميين اكد ان الدول الافريقية تمتلك اهم محاصيل الكاكاو الذي تصنع منه الشوكولا وهي تجارة تقدر بمليارات الدولارات سنويا تذهب جلها إلى الدول الغربية المهيمنة على مقاليد البلاد في حين ان البلاد التي تزرع وتحصد وما الى هنالك من عمليات تكتفي بحصة الخمسة بالمئة من العائدات…
هذه السرقة لشعوب باكملها مازالت تحدث منذ عشرات السنين وهي مستمرة حتى اللحظة وكل يشاهد دون ان يفعل شيئا، فالشعوب التي انهكتها الحروب الأهلية والقبلية اصبحت تؤثر ان تسلب مقدراتها على ان تدافع عن حقوقها ومقدراتها وهنا نقول لمن اعتبر ان الثمن الذي دفعه السوريون باهظ للتصدي للاستعمار الجديد والتمسك بحرية تقرير المصير… فلتصدقوا ان فاتورة الاستسلام باهظة اكثر…