بعد نهاية موسم آخر من مواسم التحدي والإرادة القوية في مواجهة كل أشكال الحرب العدوانية الظالمة على سورية وهو موسم الامتحانات وصدور النتائج لا بد من التوقف عند بعض الوقائع والمؤشرات التي تتطلب منا التأمل والمراجعة لتعزيز بعض النقاط الايجابية وتجاوز المنغصات أيضاً.
بداية لا بد من التأكيد ان العملية التربوية عموماً استطاعت ان تواجه كل التحديات وتستمر في كل مكان رغم الظروف الصعبة ويكفي ان الحياة ظلت مستمرة ولم تتوقف في القطاع التربوي رغم كل ما قامت به العصابات الإرهابية من تدمير في المدارس وسرقة محتوياتها ومنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم، واستطاع طلابنا وكوادرهم التربوية ان يكسبوا الرهان ويتغلبوا على كل الصعاب ووضعوا التفوق نصب أعينهم فبذلوا قصارى جهدهم وسهروا الليالي طلباً للعلا وبإصرارهم وإرادتهم الصلبة ميزوا أنفسهم بجهدهم ولا سيما المتفوقين الأوائل منهم.
واليوم إذ نبارك لهؤلاء المتفوقين وكل من نجح علينا أن نتذكر جميعاً إن شجرة التفوق لا يمكن لها أن تنمو وتترعرع إلا في مناخ ملائم وتربة صالحة ومن خلال ما وفرته المؤسسات التربوية طيلة العام الدراسي من متطلبات التعليم وصولاً إلى نجاح هذه المؤسسات في معركة الامتحانات.
الأمر الآخر يتعلق بصدور النتائج سواء لجهة آلية صدورها أو بعض الأخطاء التي ظهرت في جمع العلامات لبعض الطلاب وخاصة المتفوقين الأوائل. ففي نتائج الثانوية كان إعلان النتائج مفاجئاً ودون التنويه مسبقاً عن موعد محدد ولم توضح وزارة التربية حتى الآن مبررات ذلك لعل وعسى تكون مقنعة وتستند إلى موجبات تعرفها الوزارة لكنها لم تعلمنا بها، ولا سيما إن ذلك تسبب فيما بعد بارتباك أثناء انتظار نتائج التعليم الأساسي وأتاح لخفافيش الانترنت اللعب بأعصاب الطلبة.
أما الأخطاء التي حصلت في جمع علامات بعض الطلاب وخاصة المتفوقين الأوائل ومنهم طالبة من الحسكة أصبحت اليوم من بين الأوائل على مستوى القطر الذين حصلوا على العلامات التامة في كافة المواد ومجموع 310 من 310 بعد إعادة جمع علاماتها وكانت قد خسرت عشر علامات نتيجة الخطأ في تصحيح مادة الفرنسي.
وطبيعي أن الأخطاء غير مقصودة وهي بسبب ضغط العمل والظروف الصعبة للمصححين، لكن الأمر يتطلب تجاوز مثل هذه الأخطاء رغم قلتها وذلك بمزيد من التدقيق والإجراءات التي تضمن عدم ضياع حق الطالب.
ونعتقد أن من بين الإجراءات المطلوبة حصر الأخطاء ومعرفة أسبابها وكيف حصلت كي لا تتكرر لأن الطالب المتفوق يفتقد فرحة تفوقه في لحظات إعلان النتائج وربما تتسبب هذه الأخطاء أيضاً في رسوب طلاب. ونعتقد أن وزارة التربية تستطيع أن تضع آلية مناسبة لضبط عملية التصحيح والتدقيق وجمع العلامات وبالتالي تجاوز كل ما حدث.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031