ثورة أون لاين-معد عيسى:
لا تعكس أسعار المنتجات الزراعية و الصناعية الحراك الصناعي الزراعي المعلن على الأرض في إشارة إلى حالة خلل في إجراءات التعاطي مع هذين القطاعين ، فالأسعار لم تنخفض يوما إلا بسبب وفرة الإنتاج ، وخسائر المزارعين تتكرر عام بعد اخر بسبب سوء تسويق المحاصيل الأساسية و عدم مواكبة التصنيع الزراعي للإنتاج الحقلي ، وخير مثال على ذلك فشل عدة حكومات في إقامة معمل للعصائر رغم إعلانها عن إقرار ذلك في مناسبات كثيرة مع العلم ان معمل العصائر لن يكون حل لمحدودية الكميات التي يمكن تصنيعها .
الإشارة إلى الخلل لا يعني بأي شكل التقليل من جهود الآخرين ، بل على العكس فهو إضاءة لتصويب الاتجاه لأن الخلل الذي نُعتم عليه اليوم سيتم كشفه لاحقا مع دفع ثمن تضخيم الأشياء .
منذ فترة يتم الحديث عن إقلاع عشرات خطوط الإنتاج والمعامل والورش على الأرض ولكن على أرض الواقع فلم يلمس المواطن أي تغيير لأن الخط او الورشة لا يتعدى آلة واحدة وإنتاجها في حدوده الدنيا لأنها آلة مُجمعة وهي في ظروف الأزمة إنجاز للعاملين والقائمين ولكن لا ترقى إلى خط تشغيل فنظلم القائمين عليها من باب رفع الإنتاج والتدخل بالأسواق ، و نحبط آمال المواطنين الذين استبشروا خيرا بتحسن الظروف أمام ما يسمعونه عن إعلان تشغيل وعودة آلاف المنشات، أما السبب الثاني لعدم إحداث تغيير لدى المواطن فهو ضعف القوة الشرائية .
القطاع الزراعي حمل البلد في سنوات الأزمة وما زال الأساس لكل نواحي الصمود و يتكامل معه القطاع الصناعي بالتصنيع وهي الحلقة التي يجب العمل عليها وتعزيزها وبذلك يكون الدعم ثنائي للقطاعين وفقط في هذه الحالة تنعكس الأمور على الأسواق ، وفقط في هذه الحالة يمكن حينها أن يكون للمؤشرات التي يتم إطلاقها صدى وانعكاس على أرض الواقع ، وإن أردنا أن نقرأ مؤشرات تعافي القطاع الصناعي علينا أن نضيف مؤشرات ارقام وإعداد الصناعيين الذين عادوا إلى البلد لأن في ذلك مؤشر على المحفزات والدعم والتسهيلات الممنوحة لهذا القطاع .