انتهت ورشة المنامة لتصبح صفقة القرن أولوية في نهج العمل الخليجي، تدفق فيها النفاق السياسي حرصاً على التيجان الزائفة، سيل عرم يصب في بؤرة الصهيونية المغتصبة لفلسطين والجولان، ثَمِلَ منه نتنياهو، صابَّاً جام سعادته على شارع مؤيديه
كانت ورشة للندامة تغشت الشارع العربي، تلقى العرب عبرها صفعة القرن، لطمة قسمت العرب بين رافض وهذا طبع الشرفاء، ومُرَوِّجٍ خسيس ينشد ودَّ عدو شرَّد أهلنا واغتصب بلادنا، دنّس مقدساتنا، غايته قطع شرايينها، وأخذها لليباب والموت.
بدايةً هللت الصحافة العبرية للوفد اليهودي الذي زار تونس، واعتبرته صورة لامعة للتعاطي والتطبيع، وتسابقت في الترويج لسابقةٍ رفضها التوانسة الشرفاء، بينما كانت الصحافة التونسية خجولة في الرفض، ولم تكن على ذات التوازي مع رأي الجماهير.
امتطى المخذولون في عروبتهم، والخونة الذين باعوا أنفسهم؛ صهوة الصحافة ظناً أنها ستفعل منهم فرساناً في تسويق التطبيع، تحقيقاً لحلم صهاينة العالم، صاروا أبواقاً لحكامهم المعدّلين وراثياً، لأجل عروش تحقق رغبة أصحاب شايلوك والعم سام.
أما الشعب السوري فأصبح محترفاً في فرز الأخبار المزيفة من الصادقة، خلال السنوات التي تجاوزت الثماني في الحرب عليه وعلى أرضه. ومن أين يمكنه أن يستقي الخبر الصادق، والمشهد النظيف من المفبرك. والمنطوق الحق من اللئيم.
بعد نشر أهداف صفقة القرن، عاد الأمل في ارتداد بعض الأقلام والعقول، إلى صوابية المشهد الذي يجب على الجميع العودة إليه. وإعادة توجيه البوصلة نحو الأرض المحتلة. وتحديد العدو الحقيقي، وتوحيد الصفين الفلسطيني والعربي الشريف.
إلا أن العَمَالةَ التي أسفرت عن الوجوه الكالحة، والمنطوق العليل والكلمة السقيمة؛ المرتهنة لحفنة الدولارات المغمسة بالدم السوري واليمني والليبي، ودماء الأبرياء والأطفال، فأخذت أصحاب الكلمة الصفراء للأرض المحتلة إرضاءً لبني صهيون.
تحت الحماية الصهيونية تحرك الخسيسون على أرض القدس، هل كان بظنّهم أنهم سيُستقبلون من أهلها بالتأهيل والترحاب، ما أتفه عقولهم، بوش بقوته تلقّاه حذاءٌ عراقي، أما عاد المشهد لذاكرتهم، لكنهم نالوا ما يستحقون من أطفال بيت المقدس.
إذا كان الأطفال المولودون في ظل الاحتلال كرهوهم، وقرؤوا ببساطة رسالة الذل والتخاذل التي حملوها، فملؤوا وجه ابن سعود بصاقاً وتَفَّاً، ونالت كراسي المدينة العتيقة من جسده، وقد رضخ للإرادة الصهيونية بارتداء العباءة العربية تدنيساً لها.
هل كانت الغانيات اللواتي زغردن عند رؤية المدينة المقدسة من الطائرة، بكامل وعيهِّن أم مغيّبات بوهم الزيارة، دفعهن الشر الخليجي إلى أنهن سيحققن حُلماً في زيارتهن، أين أنتن من خنساوات الأمة الفاقدات، والفلسطينيات وأمهات الشهداء.
كيف يمكن للعيون أن تلتقي العيون، وأنتن تتنقلن بحماية صهيونية، والبندقية التي تحميكن بيد أشباه الرجال؛ هي ذاتها قاتلة أهلنا الفلسطينيين، وساقت أميرات النضال عصيّات الذوائب أسيرات، وأخذت طلاب المدارس من امتحاناتهم لسجون الاحتلال.
نصال بربرية بيد وحوش صهاينة، تشق الصدور، وتقطع شرايين حيوات أطفال غابت صورهم عن أذهانكم، أم غُيبت بأوراق البترودولار، لتجزّ الحقيقة إلى حفرة الذواكر الخرفة، القدس بسرها المقدس وحجارتها العتيقة تلفظكم قبل أهلها.
لا تدنسوها بخستكم، وابن سعود يصرِّح بحبه للصهاينة، ووجيف شوقه ليكونوا بأمان من العرب (بني جلدته). لم لا وجده الأكبر وقَّع على هبة الأرض التي لايملك لمن لا يستحق، متوضئاً بدم أبناء الحجاز، وبني صهيون يعجنون الكعك بدم أطفالنا.
حقيقة الخيانة سلالة من الصعوبة تغيير جيناتها، عَدلوا وراثياً الخلايا الضعيفة وطنياً وعروبياً، لتختل وترتهن وتحمل صفات العمالة، لكن الجينات العميلة وخلايا الخسة غذيت أكثر بعوامل صهيونية، فتش عن الأصل تجده يهودياً صهيونياً، ولو من الجد السابع، أو من رحم يهودي صهيوني، فالنسب في أصولهم للرحم.
شهناز صبحي فاكوش
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039