النجاح في أي عمل مهما كان نوعه ومستواه يخلق في النفس البشرية حالة خاصة وطاقة لها خصوصية ووقع يرافقها شعور حضاري وإنساني يُكسبها مزيداً من الخصوصية والبهجة والفرح… فكيف إذا جاء هذا النجاح واقترن بالتفوق والتميّز فهذه حالة وجدانية إنسانية حياتية لا يمكن وصفها أبداً ولا يمكن التعبير عنها كما الإحساس والشعور بها… حقاً إنها تستحق كل تقدير وتتطلب الرعاية والاهتمام والمتابعة والتشجيع ومن هنا يكتسب النجاح والتفوق في الدراسة والتحصيل العلمي خاصيّة أخرى ينفرد بها وحيداً وتنعكس على جميع مناحي الحياة…
وإذا عدنا إلى استحقاق التقدير والاهتمام والرعاية الذي يحظى بها المتفوقون في بلدنا فعلى مدار العقود الماضية كان لهم ذلك ولم يدخر القائد المؤسس حافظ الأسد جهداً يحقق دعم وتشجيع ورعاية المتفوقين إلا ووظفه في خدمة واستثمار هذا التفوق والشواهد كثيرة وكذلك الأمر بالنسبة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي رسّخ وعزّز هذه القيم والمفاهيم وأضفى عليها خاصية الإبداع فعمَّق ثقافتها وأَصر على نشرها على كامل الجغرافية الوطنية وحدَّث أدواتها ووسائلها واستثمر من خلالها في الإنسان فكان للتفوق عظمته وسموّه ونتاجه الخالد وما لقاء السيدة أسماء الأسد مؤخراً لأزهار سورية المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة والتعليم الأساسي إلا دليل ساطع وشاهد حيّ على ما قلناه ورغم الألم والوجع والحالة التي يعيشها الوطن لم يكن ذلك مانعاً أو عائقاً رغم الصعاب ومحاولات الأعداء لمتابعة مسيرة دعم المتفوقين ورعايتهم وتشجيعهم وتقديم كل ما يلزم لمواصلة هذا العمل الإبداعي بامتياز والذي يرتقي فعلاً إلى ذروة الإنسانية.
كنا ونحن نتابع لقطات من هذا اللقاء الحميمي نتذكر لقاء الأم بأولادها… وما أجمل أن يحتضن الوطن متفوقيه، وكيف لهذا الوطن وهو الجريح ألا ينسى ولا يغفل عن أبنائه، وكيف لأبنائه أن يردوا التحية والجميل إلا بأجمل من متابعة التفوق العلمي في شتّى الميادين.
إن الوطن يكبر ويبنى بسواعد وزنود أبنائه وكذلك فإن كرامة الأبناء وحقهم وحقوقهم تُصان وتُؤتمن ويحفظها الوطن فهنيئاً للوطن بمبدعيه ومتفوقيه وهنيئاً للمتفوقين برعايته وحمايته ودعمه.
هزّاع عسّاف
التاريخ: الجمعة 2-8-2019
الرقم: 17040