موازين الفرح والحزن

إجازة صيفية حزمت فيها الحقائب، وفي كل مرة أخصص حقيبة أضع فيها بضعة كتب، أسترق الوقت بعد نهار مليء بالصخب ولمة العائلة لأقرأ قليلاً لأكون ضمن مساحة صغيرة مع نفسي، ولا أشعر أنني ملك ذاتي إلا عندما أحمل الكتاب بين يدي وأسافر في بحر الكلمات لأجد نفسي مع نفسي..
وفي كل مرة يقاطعني زوجي ويسألني ماذا تقرأين..؟! وقبل أن أجيبه أضحك وأعرف أنه سيقول لي تقرأين ذنوبك، وفي كل مرة أخبره أنت حكيم دون أن أفسر له السبب، واليوم قررت أن أخبركم وأخبره على الورق…
أتذكر في مقولة تقرأين ذنوبك الأسطورة اليونانية لأهالي (أقريطش) عندما طلبوا من إلههم المشتري أن تكون أفراحهم موازية لأحزانهم، فأخبرهم إلههم أنه سيحقق لهم تلك الأمنية على أن يوافوه بعد أسبوع وكل منهم يحمل بين كتفيه عدلاً لأحزانه وعدلاً آخر يحمل فيه أفراحه…
وصل الجميع في اليوم المحدد ملوكاً ونبلاء ومن عامة الشعب، لاحظ إلههم كيف أن حجم العدول في تفاوت كبير وأخبرهم أنه بعد وزن تلك العدول سيسقط من عدول الأحزان الوهمية والتي هي من صنع أيديهم، وسيضيف إلى عدول الأفراح ما أسقطوه سهواً ونسياناً، وما أكثر ما سقط منا ونسيناه حين غمرنا الحزن، لكن ذلك لا يعني أننا لم نكن في يوم من الأيام نعيش الفرح والجمال، وما نمر به ليس إلا حالة عابرة علينا أن نعبرها بثقة أننا قادرون على الفعل والنجاح وصنع الغد الذي نطمح إليه.
حالات من الرضا وعدمه تطالعنا هنا وهناك، ولا أحد يبحث في سبب رضاه من عدمه.. موازين الأحزان الوهمية تسيطر.. ومفارقات كبرى تستلزم تأملاً واستغراقاً كبيراً لأنفسنا مع أنفسنا لاستشراف عدل الأفراح حتى لا نكون فريسة لعدل أحزاننا وأوهامنا ونرجيستنا واستغراقنا في رغباتنا وجهل معرفتنا لما نمتلكه من عدل الأفراح…

هناء دويري
التاريخ: الجمعة 9-8-2019
الرقم: 17045

آخر الأخبار
"الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي عودة أولى للمهجّرين إلى بلدة الهبيط.. بداية استعادة الحياة في القرى بعد التهجير قرار حكومي لمعالجة ظاهرة البنزين المهرب .. مدير محروقات لـ"الثورة": آلية تسعير خاصة للمحروقات لا ترت... القطاع العام في غرفة الإنعاش والخاص ممنوع من الزيارة هل خذل القانون المستثمر أم خذلته الإدارات ؟ آثار سلبية لحرب إيران- إسرائيل سوريا بغنى عنها  عربش لـ"الثورة": زيادة تكاليف المستوردات وإعاقة للتج... تصعيد إيراني – إسرائيلي يضع سوريا في مهبّ الخطر وحقوقي يطالب بتحرك دبلوماسي عاجل جرحى الثورة بدرعا : غياب التنظيم وتأخر دوام اللجنة الطبية "ديجت" حاضنة المشاريع الريادية للتحول الرقمي..خطوة مميزة الدكتور ورقوزق لـ"الثورة" : تحويل الأفكار ... " الثورة " ترصد أول باخرة محملة 47 ألف طن فحم حجري لـ مرفأ طرطوس دعم مفوضية شؤون اللاجئين والخارجية الأميركية "من الخيام إلى الأمل..عائلات سورية تغادر مخيم الهول في ... قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية