يتحضر السوريون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك إلا أن حركة الشراء لا تتناسب مع حجم الازدحام في الأسواق وذلك لأسباب عديدة .. فحركة الشراء في الأسواق متعلقة بشكل رئيسي بشريحة الموظفين والتي أثرت فيها الحرب ..فأي موظف اليوم ومهما علا شأنه لا يتجاوز راتبه الشهري خمسين ألف ليرة سورية دون التعويضات !! وبالتالي فهو لا يتجاوز حاجز المئة دولار شهريا علما أن التسعير في الأسواق يتم على أساس سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية شاء من شاء وأبى من أبى…!! اليوم تسجل الأسعار في الأسواق ارتفاعا يقدر بحوالي عشرة بالمئة عن عيد الأضحى الماضي وبالمنطق فإن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار يسجل حاليا انخفاضا بمعدل عشرة بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
امام هذا الواقع فإن الأسعار تسجل ارتفاعا حتى بالنسبة للسلع التي من المفترض ألا يكون لها علاقة بسعر الصرف مثل الحلويات والتي سجلت ارتفاعا يقدر بعشرة بالمئة فثمة من يقول ما علاقة الحلويات بسعر الصرف؟ وبالتالي فإن هذا الارتفاع غير مبرر إلا أن واقع الحال يؤكد أنه ثمة علاقة خاصة وأن جزءا من المواد الأساسية من مكونات الحلويات مرتبط ارتباطا وثيقا بسعر الصرف مثل السكر والسمون والزيوت والمكسرات.
القوة الشرائية لشريحة الموظفين مازالت تنخفض شهرا بعد شهر وعاما بعد عام في الوقت الذي حافظت فيه مختلف الشرائح الأخرى على قواها الشرائية مع السماح لها برفع الاسعار مقابل الخدمات التي تقدمها ربما أكثر من مرة على خلاف شريحة الموظفين والتي مازالت بانتظار الزيادة والتي لن تأتي على ما يبدو.
هناك مبررات لخبراء اقتصاديين تتمسك بها الجهات المعنية لعدم زيادة الرواتب والأجور تتمثل في أن الزيادة ستسبب زيادة التضخم ورفع الأسعار ولربما يكون فيها شيء من المنطق ولكن فلننظر حولنا ألم يصل التضخم لعشر أضعاف وكذلك الأسعار…؟ في نهاية الحديث لا يسعنا إلا أن نقول لجميع السوريين كل عام وأنتم بخير وعسى القادم أجمل..
باسل معلا
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047