من الطائرات وحاملاتها , والقوة الباطشة الموزعة في الكثير من مناطق العالم ,وما تقوم به من أعمال قتل وإرهاب مباشر , تنقل واشنطن البندقية إلى مكان آخر , أو بمعنى أكثر دقة تتجه إلى السلاح الأكثر فتكا, الابادات الجماعية التي كانت تمارسها بقوة السلاح , واليوم تجددها بطرق أطلقت عليها اسم العقوبات, ولا ندري كيف يحق لدولة تدعي أنها تقود تحالفا عالميا لمحاربة الارهاب ونصرة الشعوب , كيف لها أن تكون الجلاد الذي يعدد وسائل فتكه, بل يتباهى بابتكار المزيد منها.
الحروب التجارية والعقوبات , آخر ما في الجعبة الاميركية , ولا يظنن أحد أن الأمر سوف ينعكس بشكل إيجابي على ما تريده واشنطن ومن معها , ربما تحقق في البداية بعض ما تريده , وهو على حساب الشعوب , ولكن ذلك ليس نهاية المطاف أبدا , ولايمكن له أن يستمر إلى ما نهاية , فالحروب التجارية لابد أنها ستنعكس على من يتخذها , فهل يظن الاميركيون أنهم سوف يكونون بمنأى عما يتخذونه من عقوبات بحق العالم كله؟
عالم اليوم , لايمكن أن يقبل العقوبات , ,إن كانت فلابد انها ستنعكس على الجميع وفي نهاية المطاف على من اتخذها أولا , وما يجري ليس لعبة يمكن التحكم بخيوطها إلى ما نهاية , إنها حروب الخسارة الكبيرة , ولكن أولا واخيرا على من يبدأ بها.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047