الاجترار المفضوح

 

من يرى ويسمع الاحتلال التركي يعاود حديثه ويكرره عن تطهير الجزيرة العربية السورية من الإرهاب وعمّا يسمّها المنطقة الآمنة، يصبه الكثير من القيء الفكري والاشمئزاز البصري والسمعي، بدءاً من رئيس هذا الاحتلال أردوغان إلى وزير خارجيته جاويش أوغلو الذي عاد وكرّر حديثه عن ذلك في أول أيام العيد، معبّراً عن همجيته التاريخية وبربريته المتوارثة وعدائيته المستنسخة.
لا نستغرب تصريحات أوغلو- تلميذ أردوغان «النجيب» أبو الأصفار المتكاثرة- بإصراره على التماهي بمحاولة العدوان على الأراضي السورية بمزاعم عدة، وإن أعلن التركي عن خلافات بينه وبين الأميركي، إلا أن ذلك لا يفسد تآمرهما خلف الكواليس ولا يغيّر من حقيقتهما، فالنفاق المستمر بات حقوقاً محفوظة لا أحد يجاريهما به، وحيل تصريحاته الوهمية معروفة الأهداف والنوايا لن تستطيع خداع الشعب السوري، وتدفعه لتصديق ذلك، خاصة وأن التركي هو حربة الناتو الأطلسي الأميركي و»بطل هوليوود» في الحرب الإرهابية على سورية وأخطرها، ليس على سورية فحسب فأطماعه البعيدة تفضحها تصرفاته أيضاً، وما إرسال الأسلحة وتهريب الإرهابيين إلى ليبيا إلا خطوة خطيرة واضحة في هذا الطريق الأعور.
وسط هذا النعيق التركي الكاذب بحجة حماية أمنه- والذي يشكّل خطوة خطيرة في أجندته العدوانية ومخاوفه المهترئة-، على التركي أن يسأل نفسه قبل كل شيء، من فتح الحدود لمئات آلاف الإرهابيين للمرور إلى سورية لتدميرها، ومن المتسبّب بتلك البؤر منهم ومن تلك الأدوات كميليشيا قسد التي يزعم أنه يشدّ الرحال لمحاربتها؟ أوَ ليس هو من استجرّ كل ذلك ودفع المنطقة لمزيد من التصعيد والخطورة والخراب والتدمير بالتعاون مع الأميركي لقلب معادلات المنطقة؟ أوَ ليس هو من يدجج ذاك الإرهاب في إدلب ويمدّه بمستلزمات الهجوم على الجيش العربي السوري وأرضه المقدسة.. إنه ضامن إرهابي ولا يستطيع الخروج عليه.
من هذه المحاولات، يبدو أن سوس الدّجل أصاب التركي والأميركي، ودغدغت هذه الحسابات العدوانية تنمّ عن أن الخوف الأكبر من انتصار الجيوسياسيا السورية يسيطر على هواجس أردوغان وحاشيته، وهو المتقلب حالياً بنار أزماته محاولاً تصديرها وإلهاءها بعيداً عن جحره خوفاً من انقلاب سحر نفاقه على أطماعه.
هو في ذلك يزيد الإرهاب إرهاباً، ووحده الجيش العربي السوري من يكافح الإرهاب ويحمي أرضه ويتكفّل بذلك، ووحده من سيقطع الطريق على تلك الأوهام التركية الآمنة، ورؤوس التآمر، والتحام الإنجاز بالإنجاز شمال حماة مع جنوبي إدلب بالأمس أحد تلك الطرق المقطوعة أمام تلك الغطرسة العدوانية.. والنصر لبواسلنا بإفراغ جعب أعدائنا.

فاتن حسن عادله

التاريخ: الثلاثاء 13-8-2019
رقم العدد : 17049

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي