حتى لو حملت حوائط الفيسبوك اللانهائية أفكاراً مهمة، ورؤى إبداعية، فإننا قد لانتمكن من التوقف عندها، ونمر عليها مروراً سريعا، لنضع لايكات مجاملة، ربما حتى دون قراءتها كأننا نضع لايكا على صورة فوتوغرافية او منظراً طبيعياً، لافرق.
الدعم والاعجاب على صفحات الفيسبوك، لأفكار ونصوص رديئة قد يجعل من صاحبها «قنبلة الموسم» الادبية، وبالتالي نعيش في متاهة تسهم في تردي لا حالة التذوق الادبي فقط، بل والحالة الادبية..
مع مرور الوقت ومع تكاثر صفحات لاعلاقة لها بأدب حقيقي، يخفت صوت الابداع الحقيقي، وتنضم اصوات كثيرة لمظاهرات الفيسبوك العبثية، لتصدر لنا «ماهب ودب»، من شخصيات تبدأ بالتربع على عرش الكتابة الادبية كأنهم نجوم وادباء العالم الجديد، وعلى وشك ان يحققوا فتحاً رهيبا..!
يختلف التعبير عن الذات، والافكار الخاصة، عن الترويج لصاحب الصفحة على أنه مبدع معتمد على اللايكات، او التعليقات التي غالبا ما تكون نابعة من أبعاد شخصية، ولاعلاقة بها بأي رؤى او آراء نقدية، ولايمكن لتلك النصوص ان تتحول الى مشكلة إن انتشرت على حيز محدود، ولم تجد من يتبناها ويظهرها الى الساحة الأدبية على أنها منتج إبداعي مكتمل الاركان..!
حينها تكون المسودة الفيسبوكية الفوضوية، أثرت على وعي الناشر، لربما أيضا لأسباب شخصية او مادية بحتة، لكنها ثبتت الرداءة الفيسبوكية على أنها منتجات إبداعية..
هنا أولى الضحايا ليس المتلقي, بل صاحب النص، لأنه سيعتقد ان نصه اكتمل بشهادة بوابات النشر المفتوحة، حينها سيبقى غارقاً في مسودات فيسبوكية، لن يخرج منها ثانية حتى لو دفع إلى عتبات النشر سيعتقد حينها أن الحرب أعلنت عليه لفرادته..!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء 13-8-2019
رقم العدد : 17049