لم يكن مفاجئاً البتة إقدام العدو الصهيوني على عدوان جديد على الأراضي السورية ليل السبت، فالصهاينة يزامنون اعتداءاتهم مع الأخبار الطيبة والإنجازات الرائعة التي يقدمها أبطال الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين أدوات المشروع الصهيوني والأميركي والتركي في جبهة إدلب، من أجل التشويش وخطف بريق الانتصارات وتقديم رسائل دعم لأدواتهم التكفيرية المجرمة.
منذ بدأت الحرب على سورية عام 2011 أطل العدو الصهيوني برأسه الإرهابي الجبان كأحد أبرز مكونات محور العدوان على سورية، وقدم الدعم لقطعان الارهاب بأشكال مختلفة عن طريق غرفة موك وغيرها ووصل التعاون والتحالف بين الطرفين حد التدخل والاعتداء المباشر على الأراضي السورية في مناسبات كثيرة، ليتأكد للجميع أن ما أُعِدّ لسورية ــ رأس حربة المقاومة ــ من مؤامرات دنيئة في السنوات الماضية كان للصهاينة النصيب الأكبر منه، وهذا ما يفسر استمرار اعتداءاتهم الجبانة بحجج ومبررات لا أساس لها من الصحة.
ولكن حسابات حقل العدو لم تتطابق مع حسابات بيدر سورية، فلم يعد العدوان عليها مجرد نزهة، بل هناك رصيد يتراكم في حسابات سورية كقلعة عصية على السقوط أو الانهيار، بمعادلات إقليمية ودولية بات العدو وحلفاؤه يحسبون لها ألف حساب، بحيث لم تعد مناوشاته الصغيرة وألعابه النارية التي تتفجر في السماء السورية تؤمن له التخلص من مخاوفه وقلقه وهو الذي يعلم أكثر من غيره أن محور المقاومة بات أكثر قوة مما كان عليه الحال قبل الحرب، وهذا يسجل كفشل جديد للكيان الصهيوني ولداعميه الاقليميين والدوليين.
تدرك سورية جيداً أن رئيس حكومة الارهاب في تل أبيب «نتنياهو» يعاني من أزمات داخلية بسبب فشله في تشكيل حكومته، وعجزه عن اتمام صفقة القرن، وفرض أمر واقع على الفلسطينيين، لذلك يحاول الهروب إلى الأمام بتصعيد عسكري لا يصل إلى درجة الحرب للخروج من المآزق التي يعانيها، وليست سورية من تمد له حبل النجاة، وإن كانت المواجهة مع هذا المعتدي الغاشم ستأتي ولكن على توقيت المقاومين المنتصرين وليس على توقيت الإرهابيين المنهزمين.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056