الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
غرقتْ الكلماتُ في لجّةِ شفتيّ
وانسحبَ الكلامُ من الكلام
وتاهتْ على سطحِ الحديثِ
حروفي
وأعلنَ لساني الصمتَ
وتجنبَ الثرثرةِ
واعتناقَ السلامْ
هي أنا في زحمةِ مشاعري
أنثى الصمتِ واللاحديثِ
واللا كلامْ
هي أنا حينما أرصدُ من بعيدٍ
الكواكبَ في مقلتيك
فيدورُ النجمُ فيهما
ويشعُ النورُ
وينطفئ في حنجرتي الهواءْ
ما اعتدت أن أكونَ
مع من أحب
إلا أنثى الصمتِ،
والسكونِ، والاحتمالاتْ
حينما أدنو من شفتيك
أذيبُ جليدَهما
أزرعهما تيناً، ولوزاً، ورمانْ
وأحصدُ غلالَ السنابلِ فيهما
وأبدرُ حقولَهما فرحَ أطفالٍ،
وغوايةَ نسوةٍ، ومواويل عتابا
نقشتها في خاصرةِ الصخرِ
أكفُ الفتيانْ
هي أنا
حينما يكون الفراغُ المُحتَبسُ
بين فمي وأذنك
هو الحاجزُ الوحيدُ بيننا
هو خطُ استواءٍ
لا مستوٍ لا معتدل
يفصلُ بين العطرِ والجسد
يفصل بين العودِ والوتر
يفصلُ بين الشجرةِ ولحائها
ويضحكُ، في النهاية، هازئاً
من سخريةِ قدرْ
هي أنا أنثى التلميحِ
لا التصريح
من تعج في فلكها
آلافُ الخياراتْ
هي أنا من تقصُّ عليك
في الصباح ملايينَ الحكايا
دون أن تنطقَ حرفاً
دون أن تخالطَ اسماً
ودون أن يشوه فعلَها الكلامْ
من تجذبك إليها، ثم ترميك
في الثانية آلاف المرات
ومن تغدقُ عليك من عطاياها
لتحبسَ عنك الهبات
هي أنا من تسلكُ دروبَ الإنس
وتخطُّ طرقَ الجان
كي توصلَ لك الوجدَ
كي تهدي إليك القلبَ
كي تقول لك الحب
بألف لغة دون كلام
فأنا ما اعتدت أن أكون
مع من أهوى
إلا أنثى السكونِ،
والصمتِ، وموجِ الممكنِ،
وبحرٍ من الاحتمالاتْ
التاريخ: الثلاثاء27-8-2019
رقم العدد : 17057