بحر الاحتمالات

الملحق الثقافي:سلام الفاضل:

 غرقتْ الكلماتُ في لجّةِ شفتيّ
وانسحبَ الكلامُ من الكلام
وتاهتْ على سطحِ الحديثِ
حروفي
وأعلنَ لساني الصمتَ
وتجنبَ الثرثرةِ
واعتناقَ السلامْ
هي أنا في زحمةِ مشاعري
أنثى الصمتِ واللاحديثِ
واللا كلامْ
هي أنا حينما أرصدُ من بعيدٍ
الكواكبَ في مقلتيك
فيدورُ النجمُ فيهما
ويشعُ النورُ
وينطفئ في حنجرتي الهواءْ
ما اعتدت أن أكونَ
مع من أحب
إلا أنثى الصمتِ،
والسكونِ، والاحتمالاتْ
حينما أدنو من شفتيك
أذيبُ جليدَهما
أزرعهما تيناً، ولوزاً، ورمانْ
وأحصدُ غلالَ السنابلِ فيهما
وأبدرُ حقولَهما فرحَ أطفالٍ،
وغوايةَ نسوةٍ، ومواويل عتابا
نقشتها في خاصرةِ الصخرِ
أكفُ الفتيانْ
هي أنا
حينما يكون الفراغُ المُحتَبسُ
بين فمي وأذنك
هو الحاجزُ الوحيدُ بيننا
هو خطُ استواءٍ
لا مستوٍ لا معتدل
يفصلُ بين العطرِ والجسد
يفصل بين العودِ والوتر
يفصلُ بين الشجرةِ ولحائها
ويضحكُ، في النهاية، هازئاً
من سخريةِ قدرْ
هي أنا أنثى التلميحِ
لا التصريح
من تعج في فلكها
آلافُ الخياراتْ
هي أنا من تقصُّ عليك
في الصباح ملايينَ الحكايا
دون أن تنطقَ حرفاً
دون أن تخالطَ اسماً
ودون أن يشوه فعلَها الكلامْ
من تجذبك إليها، ثم ترميك
في الثانية آلاف المرات
ومن تغدقُ عليك من عطاياها
لتحبسَ عنك الهبات
هي أنا من تسلكُ دروبَ الإنس
وتخطُّ طرقَ الجان
كي توصلَ لك الوجدَ
كي تهدي إليك القلبَ
كي تقول لك الحب
بألف لغة دون كلام
فأنا ما اعتدت أن أكون
مع من أهوى
إلا أنثى السكونِ،
والصمتِ، وموجِ الممكنِ،
وبحرٍ من الاحتمالاتْ

التاريخ: الثلاثاء27-8-2019

رقم العدد : 17057

آخر الأخبار
جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار بوتين والشرع يؤكدان في موسكو عمق الشراكة السورية الروسية للمقاييس عدالة.. لكن من يضبط الميزان؟