أن تتحول العلاقة بين المواطن والمسؤول إلى علاقة مباشرة خالية من السكرتيرات ومديري المكاتب والحجاب وغيرهم من التسميات فتلك خطوة متقدمة على طريق إنجاز مشروع الإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد في حزيران من العام 2017.
ولعلها تكون خطوة ضرورية ومطلوبة وأساسية لإنجاز ذلك المشروع بوصفه يقوم بداية على كشف الخلل ومواضع الفساد والترهل و… ويعمل على تصحيحها وإيجاد البدائل اللازمة للانطلاق بخطوات مديدة على دروب إعادة ترتيب الهياكل الإدارية وتحديد المسؤوليات وتوزيع المهام وإطلاق المبادرات…
ونتحدث هنا من (منبر صلة وصل) الذي أطلقته وزارة التنمية الإدارية مؤخراً والذي هو نتاج عمل متواصل أنجز على مدى عامين كاملين، وأول ما يحققه هذا المنبر هو كسر جميع الحواجز بين المواطن والمسؤول، وفتح خط مباشر وسريع بالاتجاهين وبما يسمح بكشف مختلف جوانب الخلل في المؤسسات العامة والإدارات وتحديدها بدقة تامة، أي تحديد الموظف المقصر أو الذي يؤخر معاملات المواطنين بهدف ابتزازهم مثلاً أو لتحقيق مصالح شخصية أخرى…
هو منبر الكتروني تفاعلي متاح لجميع المواطنين بحيث يكون بإمكان أي منهم استخدامه بيسر وسهولة للمسؤول، عبر أي حاسب عن طريق شبكة الانترنت، مع التأكيد على سرية المعلومات الشخصية للمشتكي وعدم التصريح بها لأي جهة كانت، بما يدفع باتجاه تحفيز الجميع للمشاركة بهذا المنبر دون الخوف من تعرضهم لأي ضغوط من قبل بعض المعنيين أو المشتكى عليهم…
وبهذا المعنى يكون المواطن شريكاً أساسياً ومباشراً في إنجاز مشروع الإصلاح الإداري بكل مراحله من خلال مراقبة أداء الجهات العامة والإعلام عن تقصير هنا أو خلل هناك ومتابعته مع الجهات المعنية التي ستكون مسؤولة أمام المواطن بأن تجيب على شكواه خلال مدة محددة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الشكوى.
هذه الخطوة (منبر صلة وصل) تتطلب تفاعلاً جدياً وحقيقياً من قبل المواطن والمسؤول على حد سواء، بما يضمن الارتقاء بجودة الخدمات العامة كماً ونوعاً، وتراجع مظاهر الخلل والفساد والترهل في الأداء الإداري…
محمود ديبو
التاريخ: الأحد 8-9-2019
الرقم: 17069