البحث عن الشجاعة

مواجهة الارتفاعات المتسارعة لسعر الصرف لجمته الحكومة من خلال تحرك جاء متأخراً فأسعار السلع والمواد الغذائية المرتبطة بالحياة المعيشية للمواطن لن تنخفض مع تراجع الدولار بعد اجتماع اللجنة الاقتصادية بل من المؤكد أنها ستستقر على السعر الجديد الذي لمسناه على معظم المواد والسلع.
فرغم الرؤية التي خرجت عن اللجنة الاقتصادية لإعطاء قروض دون فائدة للموظفين وشراء ما يلزمهم من السورية للتجارة بأسعار أقل من سعر السوق إلا أن واقع الحال يقول عكس ذلك والأمر لا يحتاج إلا لجولة بسيطة على صالات السورية للتجارة ومقارنتها مع سعر السوق!!
للأسف في كل مرة تحصل فيها أزمات اقتصادية تأتي المعالجات الحكومية خجولة ووقتية بعد فوات الأوان ودون ملامسة هموم الناس وبالأخص أصحاب الدخل المحدود، فحتى الآن لم تستطع الحكومة إيصال الدعم الحقيقي لأصحاب الدخل المحدود رغم المحاولات العديدة لتحصين الموظف على حد تعبيرهم من سطوة المحتكرين والمضاربين ورغم إيجاد آليات أخرى كالبطاقة الذكية.
الحلول لا تأتي من خلال التهديد والوعيد وعبارات التشدد والقمع والضرب بيد من حديد كما جاء على لسان البعض فالجميع يعلم تماماً بوجود من يتلاعب بالليرة الوطنية بل أكثر من ذلك هناك قوائم اسمية موجودة لدى الجهات المعنية والأمر لا يحتاج إلا لقرار شجاع لمحاسبة كل من تورط بتلك الارتفاعات الجنونية خلال الأسبوع الماضي.
وهنا لا بد من إعادة هيكلة نظام الدعم والانتقال من الدعم الشامل لكافة فئات المجتمع والفعاليات إلى الفئات الأكثر حاجة لهذا الدعم وهذا يتطلب إيجاد بيانات دقيقة وواقعية عن الفئات المستحقة بالفعل، فالدعم هدف اجتماعي لذلك لا بد أن تضع الحكومة خطة استراتيجية تعيد توزيعه بحسب الظروف والاحتياجات.
قد يكون الحل الأنجع من خلال تصحيح العلاقة ما بين الدخل والاستهلاك الذي لا يرتبط فقط بزيادة متوسط الأجور بمقدار ما يحتاج لسياسة عقلانية يمكن من خلالها ضبط السوق أي -عملية التسعير-، التي لا تخضع لقانون اقتصادي، بل لمزاجية عشوائية واحتكار قلة من (أثرياء الحرب).
لنكن متفائلين بمحاولات الجهات الحكومية طمأنة المواطنين بأنها ستتخذ إجراءات فورية ستؤتي أكلها وتحقق الاستقرار في سعر الصرف ومحاسبة جميع المتلاعبين فالأولوية اليوم لتعزيز قيمة ومكانة الليرة السورية التي صمدت طوال سنوات الحرب.

ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 11-9-2019
رقم العدد : 17072

 

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية