لطالما أكدت الجهات المعنية في سورية وعلى رأسها الحكومة أنها مستمرة بدعم المواطن خاصة ذوي الدخل المحدود حيث انها لحظت في الموازنتين الاخيرتين عشرات المليارات من الليرات السورية لتمويل هذا الدعم الذي جاء تحت بند الدعم الاجتماعي..
الحكومة وحسب وجهة نظرها في تقديم الدعم تعمل على أن يشمل الدعم السلع الاساسية وهي تعول في هذا على المؤسسة السورية للتجارة التي تعدها الذراع القوية لتنفيذ هذا الدعم بدليل أن اجتماع اللجنة الاقتصادية الاخير والذي ناقش ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية فهي تحدثت عن شقين تمثل الاول في تحفيز السورية للتجارة لتقديم مزيد من التدخل خاصة للسلع الاساسية عبر زيادة ساعات العمل ورفع عدد منافذ البيع والصالات التي ستفتح ابوابها حتى في ايام العطل وتسيير السيارات الجوالة للبيع في المناطق والاحياء التي لا يوجد فيها صالات ومنافذ بيع إضافة إلى القروض بلا فوائد للعاملين في الدولة حتى المؤقتين والتي ستمكنهم من شراء ما يريدون من صالات السورية في حين أن الشق الثاني للتدخل تحدث عن مراقبة الاسعار في الاسواق بشكل اكثر فاعلية وضرب المتلاعبين بالعملة..
السورية للتجارة فاجأت الجميع باستعدادها لتنفيذ هذا الدور الصعب حيث فتحت ابواب صالاتها للبيع ولعل نجاحها عائد بالدرجة الاولى أنها استطاعت كسب ثقة المواطن الذي علمته التجارب الصعبة خلال الحرب على سورية أن يلجأ إلى صالات السورية للتجارة كلما حمي الوطيس واشتدت الازمات مستندا على ابوية الدولة ومسؤوليتها تجاه جميع مواطنيها علما أن تدخل السورية للتجارة لم ينحصر في مجال واحد انما امتد ليشمل مختلف السلع من زيوت وسمون ولحوم حتى القرطاسية كانت فيها السورية ملاذا آمنا هذا العام عندما عمد مختلف تجار القرطاسية إلى رفع اسعار منتجاتهم بشكل يومي مع ارتفاع سعر صرف الدولار في الاونة الاخيرة..
البعض يتساءل كيف استطاعت السورية أن تؤدي هذا الدور الصعب واعتقد هنا أن كلمة السر تعود إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة لهذه المؤسسة التي وكما ذكرت تعتبر الذراع القوي لها في التدخل الايجابي وكذلك الامر التغييرات الجذرية في مكونات الادارة وبنيتها والتي اثمرت ثقة متبادلة بين التجار والموردين الذين ابدوا ارتياحا لآلية عمل المؤسسة في الوقت الراهن التي تعتمد على مبدأ «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، والأهم من هذا وذاك كسب ثقة المواطن المعتاد دوماً على ابوية الدولة السورية..
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074