على حافة الجنون

جملة من المواقف غير المسؤولة.. وسيل من التهديد والوعيد لهذا الطرف وذاك، كانت جديد السلطان العثماني الواهم رجب اردوغان، جديد يعكس عمق الورطة وكبر المأزق الذي وصل إليه جراء سياساته الداخلية المتسلطة، والخارجية العدوانية، فكان جديده صور لحالات ومواقف اقرب إلى حالة الجنون، وسياسة « الخبط عشواء»، فهل أدرك السلطان الواهم دنو اجله السياسي، وخروجه من المشهد العام التركي والإقليمي حتى جن جنونه؟.
أولى الأسباب التي دفعت باردوغان الى حافة الجنون، معرفته المطلقة ماذا تعني خسارته بلدية إسطنبول، تلك المدينة التي كانت البوابة التي أوصلته إلى سدة السلطة والتسلط، ويعي جيدا ماذا تعني موجة الانهيارات الداخلية في حزبه، وهو الذي يدرك أن أحداث 2002 وانشقاقه و124 شخصا عن حزب الفضيلة أحداث تتكرر أمام عينيه ولكن هذه المرة عاصفة الانشقاقات تضرب أركان حزبه الآيل للسقوط.
تلك المعرفة بقرب دنو اجله في الداخل التركي، دفعه إلى رسم جملة من الصور الخارجية عله يخفف بذلك من حالة الانهيار التي يمر وحزبه بها.. فما كان منه إلا أن أطلق جملة من التهديدات، كان أولها ضد سورية وجهدها في محاربة الإرهابيين، ودافع في ذات المنحى عن نقاط احتلاله في ادلب، مدعيا أنها أقيمت بهدف «حماية المدنيين»، ليكذب بذلك ويصدق كذبته، ويتجاهل عودة آلاف المهجرين بفعل إجرام عصاباته الإرهابية، عودتهم إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري في حماة وادلب، وليس عودتهم إلى تلك النقاط الإرهابية، وعادوا إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وليس إلى «رعاية» جنوده المحتلين.
لم يتوقف اردوغان عند الحدود السورية في الكذب وقلب الحقائق.. بل أخرج عصاه القديمة المتجددة في كل مرة يُحرج بها.. عصا اللاجئين وأبواب أوروبا، ليهدد القارة العجوز بفتح تلك الأبواب أمام اللاجئين، متباكياً من حجم الأعباء التي ينوء تحتها بسبب استقبالهم، ومتناسيا هنا أيضا بأنه هو من كان وراء هجرتهم عندما أفلت ضباعه الإرهابية على قراهم ومدنهم الآمنة، ومتناسيا أيضا أنه إذا ما قام بصرف ليرة عليهم، فإن ذاك اللص سرق مليارات الدولارات مقابلها، ما قيمة المعامل التي سرقها من حلب، والنفط والقمح من الجزيرة السورية.
بالمختصر المفيد.. هي حالات الجنون التي يشهدها المفلس على طاولات القمار، وهي نتاج طبيعي لمن راهن على حصان أعرج اسمه الإرهاب، ظنا منه أنه ومن خلال امتطاء سرجه سيصل إلى أمجاد سلطنة بائدة، هكذا كانت أحلامه، إلا أن الواقع كان قاسياً فحول تلك الأحلام إلى كوابيس، كوابيس ستظل تلاحقه طويلا جدا.
Moon.eid70@gmail.com

منذر عيد
التاريخ: الاثنين 16-9-2019
الرقم: 17075

آخر الأخبار
تخفيف العقوبات على سوريا على طاولة "الأوروبي" سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال