من نبض الحدث… إيرادات أميركا من الحرب لم تنل رضاها.. والبدائل لن تكون سهلة!

 

 

يبدو أن جدول موازنة أميركا الاستثماري في مجال الحروب لم يكتمل بعد، لأنها لم تستطع ربط ظروف مخططها العدواني بأهدافه، وطريقة إعداده خلال فترة التنفيذ، بعد أن أرادت الدخول في أكثر من مشروع وتحصيل الحصة الأكبر من الإيرادات والأرباح، كما أنها لم تكن قادرة على التنبؤ بحجم الخسائر، بعد أن فقدت أجندة الدراسة الذي اعتمدت عليها في وضع الجدوى الاقتصادية لتلك المغامرة.
في الحقيقة لم يكن ذلك مغامرة بقدر ما كان مقامرة، لا تعتمد على أي أسس أو أرقام، وظنت أن الأمر مجرد رحلة وخطة تنقّل ومكوث، ثم المتابعة بعد أخذ قسط من الراحة، متجاهلة العقبات والمصاعب التي يمكن أن تواجهها خلال سير تلك الرحلة، وهو ما يحدث خللاً في نتائج تلك الميزانية، وهو ما سيضطرها حكماً لدراسة بدائل بهدف الوصول إلى الأفضل، والجلوس من جديد لوضع التكاليف التقديرية والموارد ومكان التنفيذ والنفقات المترتبة على الخطة المستقبلية، من أجل إشغال أكبر عدد من الدول والجهات بقضايا تختلف عن سابقاتها، واستغلال أصناف متنوعة من التنظيمات والأدوات في أعمالها العدوانية التي تنتظرها.
أميركا تواصل البحث المضني عن مبررات وذرائع لاستغلال الحروب لمصلحتها، وما تفعله في منطقة الخليج وتهديدها لإيران خير دليل، حيث تحرض دائماً لإطلاق الشرارة الأولى في المناطق الملتهبة، لتتكفل بعد ذلك بما يتبقى على وجه السرعة، ثم تترجم الأزمة المفتعلة إلى وحدات مالية ثم إلى نقدية، تحولها بشكل آلي في جدول تلك الميزانية وتعديل الحسابات المختلّة، ولن يثير الاستغراب أن بؤر التوتر التي تختلقها واشنطن تكون دائماً في المنطقة، أولاً كي تكون قريبة من مراكز التمويل، وثانياً لحماية أمن وكلائها المزعوم، الذين هم من يؤسسون للعداوات، ويشنون الاعتداءات، ويفرحون بالحروب كما لو أنها كرنفالات احتفالية، ولهذا أيضاً ترى أولئك الوكلاء يهددون دائماً بما لا طاقة لهم فيه، وأكبر شاهد على ذلك النظام التركي الذي مازال يحمل بوصلته جاعلاً من الشمال فيها ما يسمى المنطقة الآمنة، رغم أن منطقة الجزيرة التي يفكر بإقامة تلك المنطقة فيها، لا تشكل له ذاك الشمال، في وقت يواصل فيه دفع إرهابييه لاستهداف ممرات المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية والاحتماء بظلهم.
لا أميركا ولا من يعمل تحت وصايتها يفكر بالسوريين، أو بطريقة لإنهاء الحرب الظالمة عليهم، لطالما أولئك يستثمرون في الجزئيات والتفاصيل، وجلّ همّهم اشتعال المزيد من النيران في الأنحاء السورية، وإذا عاكسهم الحظ، فهم بالضرورة مضطرون للبحث عن مواقد جديدة، في وقت لا تعير فيها إدارة دونالد ترامب أي اهتمام للأصوات المنبعثة من الداخل الأميركي لوقف المجازر التي يرتكبها هو ومسؤولو البيت الأبيض، ويمولها أعراب الخليج.
كتب حسين صقر

 

 

التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079

 

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية