من لم يأسره حب الأهل والإخوان والأصدقاء والجيران والأطفال وفلذات الأكباد وحب الوطن لن يعرف قلبه أي حب آخر، فنحن في المحبة ضعاف نفوس ضحال معرفة وبعد كل ذلك ندّعي في الحقيقة وندّعي في كل مالا تطاله قلوبنا وعقولنا..
هناك من اكتنز المال وخبّأه وادعى الحب والأدب ورجاحة العقل، لكنه لم يعلم أن هنالك طفلا قضى كل الشتاء شبه حاف لايكتفي البرد بلفحة منه بل يتملك حتى عظامه، ويزيح الجوع نصف تركيزه..
المحبة والعطاء والوطن هي ليست صفحات كتاب نقلبها وندرس فصولها ونُطبق الكتاب على نهاية اعتاد من يحرس شخوصها أن يرضي الذات بحلم جميل لغد لن يكون أفضل ولن تكون رحلته في رحاب ظلال خيمت على عقول وأفئدة قاست وتقاسي في حلّها وترحالها في محراب المعرفة الإنسانية.. بل هي الفعل والخصب والقدرة على ان نكون بناته الحقيقيين اينما كنا، وكل واحد منا له دوره, مهما كان الموقع وهؤلاء المجبولون بحب الوطن والمعرفة التي يدركها كل من تقاسيه الحياة، وبرغم قسوتها لن يغادرها أوتغادره لأنه اعتاد أن يقاسيها ويغالبها وبقي على استعداد دائم لإثبات صحة المسار والنهج المعرفي والإنساني الذي لايجادل في صدق حقيقته القائمة بذاتها بأنه لا يصح إلا الصحيح..
التعامل مع المسألة الأكثر حساسية في رحاب العقل والفكر والفقر والجهل والحب هو سبل التعاون الممكنة بين كل من يعيش في رحاب هذا الوطن ومدّ اليد لليد ليكون الهدف الحقيقي في إنارة العقول والقلوب أمر محتوم بأياد ناصعة البياض تعرف للحب طريقاً لا يتغير ولا يتبدل وللعطاء كل الطرق والسبل..
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079