رهان الخائبين..!

 

 

منذ مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قبل ثلاثة أعوام راهن عليه عربان أميركا ــ وخاصة الخليجيون منهم ــ لرسم خارطة المنطقة وفق معاييرهم المقلوبة والمتخلفة للسياسة الدولية وفهمهم الملتبس والمشبوه للصراع في المنطقة، وأغدقوا ثروات شعوبهم النفطية على إدارته المتصهينة كصفقات أسلحة تستخدم فقط في قتل العرب وتدمير دولهم كما يحدث هذه الأيام في اليمن وليبيا ومناطق أخرى، وليس لمواجهة المحتل الصهيوني الذي يغتصب حقوق وأرض ومقدسات أهلنا في فلسطين، وراحوا ينفخون نيران حقدهم تجاه الجارة إيران بوصفها الخطر المزعوم الذي يهدد عروشهم ووجودهم، فكان من نتيجة ذلك إسقاط الاتفاق النووي ثم تلاه حصار خانق وتوترات أمنية وعسكرية وضعت المنطقة برمّتها على فوهة بركان.
اليوم يكتشف أعراب النفط حجم خيبتهم مع تلكؤ إدارة ترامب في الذهاب بعيداً خلف أوهامهم في المواجهة مع إيران، ويتأكدون بأنهم مجرد ورقة للابتزاز والاستغلال الأميركي يتلاعب بها ترامب كلما لاحت له الفرصة ووجد مصلحة في ذلك، ورغم كل الشواهد والأدلة التي تكشف نية ترامب استخدام «الخطر» الإيراني المزعوم كفزاعة «لحلب» البقرات والنعاج ــ وهي أوصاف أميركية وخليجية للحالة الخليجية بالمناسبة ــ إلا أنهم مستمرون في انزلاقهم وتدحرجهم بعيداً في اللعبة الدولية التي تجعل منهم كبشاً في محارق صراعات المنطقة الحالية والمستقبلية.
لقد حاول النظام السعودي المتهالك استخدام «هجوم أرامكو» كوسيلة لحشد العالم للضغط على إيران وشنّ الحرب عليها، رغم افتقارهم للأدلة التي تدينها، وذلك من زاوية تضرر الاقتصاد العالمي، لكن ترامب وفريقه الماكر وجد في الهجوم فرصة مناسبة لابتزازهم أكثر فأكثر بحيث يجبرهم على إنفاق ما تبقّى من أرصدتهم وثروات شعوبهم تحت عنوان «الحماية» والمواجهة مع إيران، ودون أن تنزلق واشنطن في أتون حرب إقليمية لا تضمن نتائجها.
من الواضح أن هذا النظام قد اختار السير في طريق خاطئ، إذ لا سبيل أمامه للخروج من عنق الزجاجة سوى وقف عدوانه على اليمن وفتح باب الحوار مع إيران لحلّ كل القضايا العالقة، فإذا كان ترامب عدو إيران يتسوّل الحوار معها، فلماذا يغلق السعوديون هذا المسار ويدفعون باتجاه خيارات هم أول من سيدفع أثمانها..؟!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 23-9-2019
الرقم: 17081

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة