ثورة أون لاين:
أجرت الاستبيان: سعاد زاهر
فريق العمل: غصون سليمان- فاتن دعبول – هفاف ميهوب – ثناء أبو دقن – أمجد الشيخ ابراهيم – انا خضر
بينما الشارع السوري يعيد صياغة نفسه بعد حرب طويلة، وعلى وقع انباء «افرازات» مابعد الحرب، وحرارتها التي بدأت تتلاشى اخيراً.. ومابين الحديث عن حضور فكري فاعل نتعرف فيه على مختلف التيارات الفكرية والمعرفية والفلسفية.. عشنا أياماً ثقافية «12-22» أيلول.. احتضنت تلك الايام أكثر من خمسين ألف عنوان، احتضنتها (237) دار نشر محلية وعربية بزيادة عن العام الماضي حيث بلغت الدور المشاركة (200) بينما بلغت عام 2017 (150) وعام 2016 (75)..
افتتحت فيها مكتبة الاسد مساحاتها لتشع ضياء على كتب زائرة ومحلية.. قديمة وحديثة.. مترجمة وعربية المنشأ.. كلها تتدفق صوب شعار أعلنه المعرض بدورته الحادية والثلاثين «الكتاب بناء للعقل»..
فهل تستثمر هذه الفرضية، في إعادة برمجة العقل السوري بما يتلاءم مع مرحلة البناء التي دخلناها علها تنتشل رواسب تجهيل جرت اليها مجتمعاتنا رغما عنها.. ولكنها أصرت على مخاتلتها ورميها بعيداً، عل شعاعاً معرفياً يمر قربنا يتمسك بنا، ونعلق به.. ونحن نعيش واقعاً مليئا بالأزمات..
نتساءل وهو يحاول التهام ماتبقى منا.. هل تنفعنا معه الروايات.. الأشعار.. الكتب المترجمة.. العربية.. أياً كان نوعها.. من الابحار في تيارات مغايرة كي لانغرق في كل مالا طائل منه..!
ربما الجواب يأتينا عفويا حين نطل على مساحات معرفية لا تحتضنها معارض الكتب فقط, بل أي ملتقى ثقافي حقيقي.. تتفاعل فيه مختلف التيارات والافكار لنصل الى أبعاد معرفية جديدة.. بإمكان حزمها الثقافية المتناثرة هنا وهناك.. ان تشعل فينا جذوة معرفة لاتنطفئ بمجرد اغلاق بوابة المعرض..
بيانات أولية
ارتأينا ان تكون استبياناتنا مؤشراً نقيس فيه سنوياً معدلات التفاعل مع الكتاب، وموازنة مختلف أسباب وشروط هذا التفاعل علنا نصل إلى نتائج تحرض المعنيين على فعل ثقافي تصاعدي.. أثره الهام لايكون إلا برصد حقيقي لما يدور في أرقة المعرض وبين جنباته.. رصد رقمي له دلالاته والتي يمكن أن تحفر أثرها في حال وجد من يهتم لأمرها..!
الشريحة التي انتقيناها جاءت ملامحها على الشكل التالي:
مشاركة الاناث هي الاكبر بنسبة (63.60%)بينما مشاركة الذكور بلغت (36.30%).. بالنسبة للشريحة العمرية فقد جاءت على الشكل التالي:
تحت 18 سنة 2.01%.
من18الى 30 سنة 58.20%.
من31 الى 43 سنة19.50%.
من 44الى 56 سنة 15.07.
فوق 57 سنة5.02%.
فيما يتعلق بالعمل جاءت النسب على الشكل التالي: طالب30.50%, موظف 34.30%، اعمال حرة 5.30%، بلا عمل 5.30%، اعمال اخرى 23.30%.
في بند الدراسة جاءت النسب على الشكل التالي:
ابتدائي 0.50%، اعدادي3.50%، بكالوريا 5.60%، معهد متوسط 4.10%, جامعي فما فوق 86.10%.
بياناتنا توضح ان ميزات شريحتنا هذا العام ان نسبة الاناث هي الاكبر، والفئة العمرية الشبابية هي الغالبة، ونسبة الطلاب والموظفين هل الاعلى وحملة الشهادة الجامعية..
اذا انسحبنا إلى العام الماضي نرى أن ميزات شريحتنا التي وزعنا عبرها 1000 استمارة كانت على الشكل التالي: شارك فيها نسبة 38.5% ذكور, وبلغ عدد الاناث 61.4%, بالنسبة للشريحة العمرية المشاركة:
تحت سن (18) وبلغت نسبة المشاركين 16.7%.
من (18) الى (30) بلغت 40.7%.
من (31) الى (43) بلغت 23.4 %.
من (44) الى (56) بلغت 15.3%.
فوق (57) بلغت نسبتهم 3.8%.
اما فيما يتعلق بالعمل فكانت نسبة الطلاب هي الاعلى بنسبة بلغت 36.5%, ثم جاءت نسبة الموظفين حيث بلغت 35.7%, نسبة المشاركين في بند أعمال حرة 1.6%, نسبة المشتركين بلا عمل 9.4%, نسبة المشتركين والذين يمارسون أعمالا اخرى 16.%.
فيما يتعلق بالدراسة النسبة الأعلى جاءت من الحائزين على شهادات جامعية حيث بلغت نسبتهم 68.3%, تلاها نسب الحائزين على الشهادة الثانوية والمعاهد 16.8%, الإعدادية بلغت 14.2%, الابتدائية0.5%.
اما ميزات عينة عام 2017 التي وزعنا فيها (500) استمارة.. فقد جاءت نسبة 42.6% ذكور، وبلغ عدد الاناث 57.6%، بالنسبة للشريحة العمرية المشاركة فقد قسمناها الى خمس شرائح:
تحت سن (18) وبلغت نسبة المشاركين 10.2%.
من (18) الى (30) بلغت 46%.
من (31) الى (43) بلغت 23.2%.
من (44) الى (56) بلغت 15.4%.
فوق (57) بلغت نسبتهم 5.2%.
اما فيما يتعلق بالعمل فكانت نسبة الطلاب هي الاعلى بنسبة بلغت 37.4%، ثم جاءت نسبة الموظفين حيث بلغت 27.6%، نسبة المشاركين في بند أعمال حرة 10.4%، نسبة المشتركين بلا عمل 8.8%، نسبة المشتركين والذين يمارسون أعمالا اخرى 15.8%.
فيما يتعلق بالدراسة النسبة الأعلى جاءت من الحائزين على شهادات جامعية حيث بلغت نسبتهم 75.8%، تلاها نسب الحائزين على الشهادة الثانوية والمعاهد 14%، الإعدادية بلغت نسبتها 7%، الابتدائية 3.2%.
من الواضح ان ملامح العينة تتشابه في سنوات ثلات سنوات من الناحية العمرية او الدراسة.. الامر الذي يجعلنا ندرك ميزات وطبيعة هذه الشريحة وبالتالي بإمكان القائمين على المعرض أو المشاركين من دور النشر، دراستها للتخطيط لكيفية التعاطي والتوجه اليها فكريا ومعرفيا..
معطيات زيارة المعرض..!
ادعاءات اللامبالاة الثقافية.. وتحجيم جيل شاب معرفياً باعتبار آخر اهتماماته الفكر وعوالم الثقافة.. أمر يمكن اعادة النظر فيه, ماإن تبدأ جولتك في المعرض..
حين كنا ندور بين دار وأخرى لنناقش معهم مشاركتهم.. ومع أن وقفتنا لاتتجاوز الدقائق القليلة.. إلا أن عدداَ لابأس به من الشبان كانوا يسألون عن كتب فلسفية وفكرية، وحتى روايات مهمة، ولايثنيهم عن اقتنائها إلا السعر..
بالطبع كنا نلاحظ أن جولات الصباح تمتلئ بالشباب وبطلاب المدارس والجامعة.. وحتى الاطفال، ويقل عددا للأكبر سناً.. حيث كنا نراهم في جولات مابعد الظهر.. يتمعنون في الكتب التي يريدون اقتناءها.. بشغف من عاصر حقبة ولايزال يتمسك بحنينه اليها.. وربما بحفيف أوراق يخاف ان يفقدها قربيا..
توجهنا أليهم أيا كانت فئتهم العمرية لنسألهم إن كانوا قد زاروا المعرض العام الماضي فتقاربت النسبة حيث بلغت نسبة من اجاب بنعم (52.40%) وبلغت نسبة من أجاب بلا (47.50%).
في مقارنة مع نسب عام 2018 فقد بلغت النسب نعم (56.04 %) وأجاب بلا (43.9%).
عام 2017 بلغت النسب (56.6%) نعم وأجاب بلا (43.4%)..
خلال اعوام ثلاثة يبدو أن النسب متقاربة.. ولكن من الملاحظ ان نسبة النصف تقريبا تتردد للمرة الاولى كل عام إلى المعرض، وهو أمر له دلالاته فربما هناك جيل شاب يكبر ليرفد المعرض بزوار جدد..
زوار ينضمون لعشاق الكتب.. بكل الاحوال أن يحافظ هذا السؤال على النسبة الاكبر لمن يتردد على المعرض سنويا هو أيضا له دلالاته فمن يحافظ على زيارته السنوية هو مكسب يخبرنا ان المعرض تمكن من اقناعه بان يصبح من زائريه المخلصين..
رحلة معرفية
لابد من جولة سريعة.. بعدها تركز على مبتغاك، ومع أن اروقة المكتبة وزواريبها التي تؤدي الى دور نشر محلية وعربية، لاتضيَع بعد الساعة الأولى، إلا ان كثرة العناوين وكثافة الفعاليات والانشطة.. تجعلك في كل زيارة تركز على هدف محدد..
غالبية من توجهنا اليهم بسؤال (ماهي اسباب زيارتك للمعرض..؟) جاءت اجابتهم لشراء الكتب حيث بلغت النسبة (43.81%) تلتها نسبة الاطلاع على المؤلفات الحديثة (38.16%) ثم حضور الانشطة الثقافية (18.02%).
بينما جاءت نسب العام الماضي على الشكل التالي: أول سبب لزيارة المعرض شراء الكتب وبلغت النسبة (40.3 %) السبب الاخر الاطلاع على المؤلفات الحديثة (39.2 %) اسباب اخرى (7.1%), والمؤسف أن بند حضور الانشطة حل اخيرا بنسبة (3.2%).
عام 2017 جاءت النسب على الشكل التالي: شراء الكتب (45.7%)، الاطلاع على المؤلفات الحديثة (32.9%) حضور الانشطة (17.01%) وأخيرا اسباب اخرى 4.2%..
خلال سنوات ثلاث حافظت النسب على ترتيبها، حيث كانت نسبة شراء الكتب تحل اولا، ثم الاطلاع على المؤلفات الحديثة، وأخيرا متابعة الانشطة..
لم تتقدم أو تتاخر أي النسب.. بل وكانت متقاربة فيما يختص بالبندين الاول والثاني، باستثناء العام الحالي حيث ازدادت نسبة من يتابعون الانشطة الثقافية، وربما السبب ان طبيعة هذه الانشطة ونوعيتها تتعمق عاما اثر آخر، ولم تعد تقتصر على الوقت المسائي، فقط لاحظنا هذا العام أن المعرض ينتعش بالانشطة الثقافية طيلة الوقت، ويحفل بأنواع مختلفة أكثر من ثلاثمئة حفلة توقيع كتب، بالإضافة الى ندوات وامسيات شعرية ومحاضرات، وأفلام سينمائية..
جميعها فعاليات اعطت للمعرض قيمة ثقافية أضيفت الى القيمة الاقتصادية، ويبدو انها تعطي عاماً اثر آخر حراكاً مهما لمعرض الكتاب، وتفتح آفاقاً على أبعاد معرفية وفكرية تتطور سنويا ربما لتفضي بنا الى فضاءات معرفية بإمكانها أن تتلقفنا لتبعدنا عن كل مامن شأنه ابعادنا عن أصالتنا وهويتنا الثقافية..
عيون اخرى..!
هو ليس نزهة، ولا احتفالاً نتفاخر به مع من حولنا.. زيارتنا للمعرض بمثابة رحلة معرفية، ننفتح فيها على سجالات ونقاشات معرفية، تلم شمل ثقافة بعثرتها هبوب رياح مضت واخرى محتملة، جميعها تشن حملاتها بهدف دمجنا مع ثقافة عالمية لاحياة فيها الا للأقوى..!
قوتنا هنا في المعرض نستمدها من آخر معنا.. نحتفظ معه بمتعة الذكرى، ونبتعد عن وطأة اللحظة خارج المكتبة التي تحتضننا لوقت قليل سرعان مانغادرها الى شوارع نشعر بعدها اننا نراها بعين أخرى.. ولكن ان كانت مجموعة عيون معا.. حينها سيكون للنظرة عمق ومعنى آخر.. وهو امر بالإمكان عيشه خلال المعرض، لأن الزيارة غالبا كانت جماعية يحلو فيها للأصدقاء ان يختاروا كتبهم المفضلة معاً.. وهو ما تأكدنا منه لدى سؤالنا مع من تزور المعرض؟
حيث جاءت هذا العام النسبة الاكبر مع الاصدقاء فقد بلغت النسبة(60.40%)ومع العائلة بلغت النسبة (25.60%)والنسبة الادنى جاءت لمن يزور المعرض لوحده حيث بلغت(13.90%).
النسب على هذا السؤال جاءت العام الماضي على الشكل التالي: نسبة من زاره مع الاصدقاء هي الاعلى حيث بلغت النسبة (48.4 %) مع العائلة حلت ثانيا بنسبة بلغت (36.9 %), اما الذين زاروا المعرض لوحدهم فقط بلغت (14.6%)..
عام 2017 النسبة الاعلى كانت لزيارة المعرض مع الاصدقاء وبلغت 41.4%, تلتها نسبة الزيارة مع العائلة حيث بلغت 36.1%, اما الذين زاروا المعرض لوحدهم فقط بلغت 22.3%.
على مدار استبيانات ثلاثة جاءت نسبة من يزور المعرض مع الاصدقاء هي الاعلى، ما يدلنا أن الغالبية تفضل أن تخوض نقاشاتها الثقافية وأن تنتقي كتبها ومعارفها وربما تحضر الفعاليات الثقافية مع الاصدقاء.. وفعلا لحضور الاصدقاء خاصة ان كانوا من نفس الاهتمامات نكهة اخرى.. معهم تحتفظ اجواء المعرض بنبرة حياتية تعطي للمكان حيوية وروحاً نكتشف مدى اختلافها حين نزوره بمفردنا.. وربما لهذا السبب نجد ان النسبة الأقل من تزوره بمفردها.. بينما تتوسط النسبتين الزيارة مع العائلة، والتي غالبا ماتكون مع أطفالها وهنا تكون اهتماماتها متجهة لعالم الطفل بكل مايحتويه من قصص ووسائل تعليمية وألعاب..
الفنون والآداب والأعمال الروائية.. أولاً
ماان تطل الكتب من على أرففها في كل عام، وبمجرد البدء بتوزيع استبياناتنا حتى نتوقع ان معطيات رقيمة جديدة، سوف ترشدنا، إلى اكثر انواع الكتب مبيعا، ونتوقع ان القائمة ستتغير، لن تحافظ على استقرارها.. ولكننا وعلى مدار ثلاث سنوات فوجئنا أن العينة التي انتقيناها بطريقة عشوائية في معرض الكتب أظهرت انحيازها لكتب الفنون والآداب والأعمال الروائية بنسبة (25.70%) في سؤالنا أي الكتب تفضل ان تشتري؟
بقية الأنواع جاءت نسبها على التوالي: الإنسانية والاجتماعية (16.90%)، العلمية (15.40%)، اللغات (9.80%)، الدينية (6.90%)، السياسية (4.50%), الاقتصادية (2.60%), التربوية التعليمية (5.60 %), قصص الاطفال (7.80%) اخرى (4.30%).
العام الماضي جاءت النسب على الشكل التالي: الفنون والآداب والأعمال الروائية حافظت على صدارتها حيث بلغت نسبتها هذا العام (25.9 %) الكتب الإنسانية والاجتماعية بلغت (17.2 %), الكتب العلمية بلغت نسبتها (15.8 %) أما بقية النسب فقد جاءت على الشكل التالي: التربوية التعليمية فقد بلغت (7.9%), قصص الاطفال بنسبة (7.3 %), الدينية (6.2 %), اللغات (5.3 %) السياسية (4.8%) الاقتصادية (3.2 %) اخرى (5.6%).
نسب عام 2017 جاءت على الشكل التالي: الفنون والآداب والأعمال الروائية (23.4%).قصص الاطفال (19.9%).. الكتب العلمية بلغت نسبتها (15.3%), الكتب الإنسانية والاجتماعية (12.7%).التربوية التعليمية (7.09 %) اللغات (5.8%) الدينية (4.5%) السياسية (5.2%) الاقتصادية (3.5%) اخرى (1.7%).
النسب السابقة تدل على أن انواعاً ثلاثة هي التي تتصدر البيانات (الفنون والآداب والأعمال الروائية، الإنسانية والاجتماعية، العلمية..) ثم تأتي بقية الانواع بنسب متقاربة..
هذا الامر يعني أن مزاج رواد المعرض على مدار ثلاث سنوات متقارب، وهو امر يمكن البناء عليه، اثناء انتاج الكتب، بحيث يتم الاعتناء بتلك التي يفضلها زوار المعرض.. والتي يمكن أن تساهم في حركة البيع والشراء..
أسعار ملتهبة..!
ربما نقطة ضعف المعرض او المشكلة التي اعاقت حرية حركة البيع والشراء هي غلاء الاسعار خاصة تلك القادمة مع دور نشر عربية والتي كانت تقاس بالعملة الصعبة، ورغم الحسومات فإنها تبقى غالية بالنسبة لمستوى الدخل المحلي، والنسب التي حصلنا عليها في سؤالنا عن أسعار الكتب؟ تثبت مدى تأثير الغلاء من اقتناء الكتب، حيث جاءت نسبة مرتفعة (61.02%) مقبولة (38.97%).
العالم الماضي جاءت النسب على الشكل التالي:أجابت نسبة (52.6 %) بأنها مقبولة, بينما اجابت نسبة (47.3%) انها مرتفعة..
عام 2017 جاءت النسب على الشكل التالي: مقبولة (46%) مرتفعة (54%).
من خلال بيانات ثلاثة اعوام.. نرى ان نسبة غالية الثمن الاعلى هذا العام، وقد ارتفعت عن العالم الماضي بنسبة (13.72%) في استبياننا للعام الحالي، ما يدل على أن ربما اكبر مشكلة واجهت معرض هذا العام اختلال القدرة الشرائية لمواطن يفقده الوضع المعيشي الصعب قدرته على التعاطي مع فرص شراء لا تتوفر الا مرة في العام.. حين تحضر كتب من مختلف دور النشر وتعرض بضاعة رغم غلاء سعرها، الا انها لو تمكنا من اقتنائها لربما غيرتنا وأعطتنا أبعادا اخرى لحياة تغرقنا في ماديتها العقيمة..!
الكتاب اولاً..!
هل يأخذ الانترنت مكان الكتاب..؟ ام أن المنافسة ستبقى على حالها؟
عام اثر آخر يتقدم الانترنت، لينتزع القراء من الكتاب، ومع ان نسبة القراءة من الكتاب حلت أولاً في استبياننا الحالي في سؤالنا.. ماهي المصادر التي تقرأ منها؟ بنسبة بلغت(45.60%) وحلت نسبة من يقرأ من الانترنت ثانيا حيث بلغت النسبة (41.30%) اما نسبة من يقرأ من الصحف فقد بلغت (8.30%) ومن الحاسب (4.60%).
العام الماضي جاءت النسب على الشكل التالي: الكتاب اولاً بنسبة (44.5 %), ثم حل الانترنت ثانيا بنسبة (38.8 %) نسبة من يقرأ من الصحف بلغت (10.4 %).
عام 2017 النسب جاءت على الشكل التالي: (45.6%) للكتب و(40.3%) للانترنت.. (14.04%) نسبة من يقرأ من الصحف..
الدلالات الرقمية تعطينا مؤشراً مهماً على انزياح لافت لنسبة قراءة الصحف، حيث انخفضت نسبة قراءتها ست درجات خلال سنوات ثلاث، وهو مؤشر مهم على أن القراء باتوا ينصرفون الى مصادر أخرى..
بينما حافظ الكتاب على صدارته بنسب متقاربة خلال السنوات الثلاث، اما الانترنت الذي حل ثانيا هو الاخر حافظ على نسبه.. الامر الذي يدلنا على ان رواد المعرض من نوعية معينة، لاتملك مزاجا متقلبا، تدرك ماتريد ولديها رؤية ونظرة ثابتة تقريبا وتولي اهمية للكتاب، وحتى عندما تتغير العينة التي نختارها كل عام، إلا ان البيانات الرقمية تدلنا على أنها تحافظ على اهتماماتها الفكرية وهو ليس مستغربا باعتبار زوار المعرض ينتمون لشريحة مهتمة بعالم الفكر والثقافة.
الانترنت.. يحاصرنا..!
تطبيقات كثيرة بإمكانك التعامل معها من اجل القراءة على الهاتف المحمول او الكمبيوتر، ومواقع عديدة يمكن لها أن تحاصر ايامك بعدد لانهائي من مواقع الكتب الالكترونية من شتى المجالات والاختصاصات..
عدا عن هذا كله.. التطور التكنولوجي استلبنا، نشعر بالضياع من دون ادواته، وبالتالي بات مانتصفحه سريعا عبر هذه المواقع يساهم في بناء شخصيتنا الفكرية.. لذلك لم يكن مستغرباً ان تأتي نسبة من يرى أن عدد قراء الكتب انخفض بسبب الانترنت (91.50%) وهي نسبة ضمن الظروف التي نعيشها تبدو منطقية، بينما بلغت نسبة من أجاب بان الكتاب لم يتأثر بالانترنت (8.50%).
في مقارنة مع الاعوام الماضية:
عام 2018 بلغت نسبة الزوار الذين أجابوا بنعم (86.8%), بينما أجابت نسبة (13.1 %) بلا.
عام 2017 كانت نسبة نعم (69.2%) بينما بلغت نسبة لا (30.8%).
من خلال مقارنة بيانات سنوات ثلاث، نرى ان نسب انخفاض قراءة الكتاب بسبب الانترنت تتزايد والنسبة التي بلغتها هذا العام (91.50%) تحيلنا إلى اعادة النظر بالطريقة التقليدية للتعاطي مع الكتاب، حتى لا يصبح في النهاية محاصرا كليا من قبل الانترنت..
دور المعرض في الحراك الثقافي
هل يمكننا ابتكار حراك ثقافي يتماهى مع عمق مضامين كتب لو التهمنا صفحاتها بتؤدة لساهمت في انتشالنا من احتيال واقع يلتف علينا لنهوي معه الى سطحية كل ماحولنا ويشجع عليها..
هل يغذي الحراك الثقافي او الانشطة التي يحتضنها المعرض كل عام، حواس الزوار ويلهمهم للدخول الى عوالم ثقافية تهز عقولهم لتعينهم على تطلعات حياتية ومعرفية لاينتهون منها الا وهم يتعربشون على ذوات لايمكن لأي صراع أن يشدهم الى الخلف..
ولكن هذا التطلع المعرفي الذي نتمناه هل تتمكن بضعة أنشطة من شد الزوار بكافة شرائحهم ومستوياتهم الثقافية.. ام أنها مجرد ملامسة سطحية لنوع من الواجب..؟ وهل عناوينها.. أو السمعة التي اكتسبتها على مدار معارض عديدة, او نوعية المعرض وتوجهات الزوار التي تكمن اولويتها في شراء الكتب.. هي ما تجعل نسبة من لم يتابع الفعاليات الثقافية كبيرة حيث بلغت هذا العام (56.30%) جاءت هذه النسب اثر جواب على سؤالنا (هل أعجبتك الفعاليات الثقافية في المعرض) وبلغت نسبة من اعجبته الفعاليات (41.10%) ومن لم تعجبه ممن تابعها (2.50%).
نسب اعوام مضت جاءت على النحو التالي:
عام 2018 بلغت نسبة من لم يتابع الانشطة (%52.2)، وبلغت نسبة من اعجبتهم الفعاليات (42.4%), وبلغت نسبة (لا) (5.2%)..
بينما في عام 2017 بلغت نسبة من أعجبته الفعاليات (38.4%) اما نسبة من لم تعجبه فقد بلغت 8.1%, بلغت نسبة من لم يتابعها 53.5%..
الواضح أن النسبة الاكبر لمن لم يتابع الانشطة، على مدار استبيانات ثلاثة وهي نسب بدت متقاربة سواء ممن لم يتابعها أو ممن تابعها واعجبته، وبقيت نسبة من لم تعجبه ممن تابعها قليلة، الامر الذي يدلنا على قابلية من يتابع الانشطة على الاحتفاء بها.. وهو امر يمكن استثماره سنويا للاشتغال على نشاط ثقافي يمكنه ان يحفر لدى متابعيه سواء بأسلوبيته او من خلال آراء المشاركين به.. وطبعا الاهم من خلال العناوين والمحاور المطروحة.. هذا عدا عن نوعية النشاط وطبيعته التي تليق بزوار من نوع خاص يحتفون بفضاء معرفي نوعي..
حالة اقتناء الكتب..
هو الهدف الاهم للزوار والناشرين، رغم كل الوسائل التكنولوجية التي حولنا والتي تمدنا طيلة الوقت بمعلومات لانهاية لها.. إلا أن للكتاب طعماً آخر.. وأنت خارج من المكتبة تتأبط بعض الكتب التي تشعر ماإن تنتهي من قراءتها كأنك قطعت رحلة معرفية إن لم تغير فيك الكثير.. ستؤثر حتما على فكرك وطريقة تعاطيك مع الكثير من الاشياء التي حولك.. وربما على من يمكن ان تتشارك معهم هذه الكتب.. فنحن بالتأكيد لانشتري الكتب لنعرضها في مكتباتنا بل لنعيش معها حالة ثقافية وفكرية، نتمناها لكل من يعنينا ان نتشارك أفكارنا معهم..
ضمن هذه الحالة توجهنا بسؤال هل تشتري الكتب؟ لك (69.60%) لأولادك (20.20%) شيء اخر(10.10%).
من الواضح ان اعلى نسبة من يشتري الكتب لنفسه ولاولاده والنسبة الاخيرة من يشتريها للآخرين.. ورغم ان نسبة من يشتري كتبا للآخرين قليلة الا أنها تعطي مؤشرا أنه لايزال الكتاب من ضمن الاشياء التي نفكر بها عندما نريد اهداء من نحبهم هدايا مميزة..
في سؤال آخر حاولنا معرفة كم كتاباً يشتري الزائر، حيث وجدنا ان نسبة من يشتري أكثر من كتاب هي الاكبر بنسبة بلغت (57.20%) وبلغت نسبة من اشترى كتابا واحدا (19.90%) وبلغت نسبة من لم يشتر اي كتاب (22.80%).
العام الماضي جاءت النسب على الشكل التالي:
نسبة من يشتري أكثر من كتاب (54.2 %) لم اشتر (19.1.%) وبلغت نسبة من اشترى كتابا واحدا (26.6 %) اما عام 2017 فكانت النسب على النحو التالي:أكثر من كتاب (57.6%) – لم اشتر (24.8%), وبلغت نسبة من اشترى كتابا واحدا (17.6%).
اما السبب الذي يجعلهم يشترون الكتب فقد جاء اولاً: المضمون (73.70%) ثانياً كل ماذكر(18.20%) ثالثاً السعر(7.90%).
عام 2018 جاء بالدرجة الاولى مضمون الكتب بنسبة (41.5 %), ثم الحاجة لها بنسبة بلغت (24.8%), كل ما ذكر بلغت نسبتها (20.7%), واخيرا السعر بنسبة (12.8 %).
عام 2017جاءت النسب على الشكل التالي: مضمون الكتب 39.6% ثم الحاجة لها بنسبة بلغت 32.2%، كل ما ذكر بلغت نسبتها 17.15% واخيرا السعر بنسبة 10.9%
ان نسب شراء أكثر من كتاب هي الغالبة على شريحتنا، ويشترونه بسبب المضمون، هذه الدلالة تضع دور النشر امام تحدي النوعية، الاختيار لمضامين تمتلك الجدة التي يمكنها أن تجذب قارئاً بتنا نعرف سماته وقدرته وحنكته على التعاطي مع مختلف مكونات المعرض بحرفية تتطور عاماً اثر آخر..
تطورات سنوات ثلاث
أهم مايميز معارض الكتب أن العلاقة فيها تبادلية، معارض الكتب لديها دائما ما تقدمه للآخر، مايمكن ان يطلع عليه ويتفاعل معه ويستفيد منه.. ضمن معطيات تعطي نكهة مختلفة للمعرفة وتثري فكره ومعارفه الانسانية.. خاصة ان تمكنت سنويا من تجديد مضامينها ونبش الجديد.. ضمن هذا السياق توجهنا لزوار المعرض.. لنعرف ماهي التطورات التي طرأت على المعرض، وكيف رأى الزوار هذه التطورات..؟
في سؤالنا هل لاحظت تحسنا في المعرض مقارنة مع المعارض السابقة؟
أجاب بنعم (72.20%) بينما اجاب بلا(27.70%)
عام 2018 جاءت النسب على الشكل التالي:أجاب نعم (73.4%), وأجاب لا (26.5%).
عام 2017 جاءت النسب نعم (72.6%), لا (27.4%).
من الواضح ان المعرض يحافظ على ثبات معين، يبدو من خلال مؤشر اجابة (نعم)وتقاربها خلال السنوات الماضية..
في السياق نفسه وحول سؤال هل أعجبتك طريقة تنظيم المعرض وطريقة العرض؟
اجاب بنعم (86.30%) واجاب بلا (13.60%).
عام 2018 فقد أجاب بـ نعم 89.3 %, (لا 10.7%).
عام 2017 جاءت الاجابات على الشكل التالي: (نعم 86%, لا 14%).
اذاً مايفعله المعرض سنويا هو امر لافت.. حين يحافظ على مستواه من ناحية العرض والتنظيم، وهو أمر يبدو أنه لفت نظر الزوار الذين يتقنون عقد مقارنات سنويا.. فعلى مايبدو أن ذاكرتهم تحتفظ بصور زياراتهم المعرفية..
هل كانت الزيارة ممتعة
زيارات معرض الكتاب.. تختلف عن أي مكان آخر، المتعة هنا مغايرة لأنها تكون محملة بفائدة تختلف حسب كل شخص ونوعية اهتمامه، ولكن حتى من يدخل معارض الكتب وهو بعيد عن هذا العالم المعرفي، أبسط الاحتمالات انها يمكن ان تلفت انتباهه في زيارات أولى، وقد نكسبه فيما بعد ليصبح جزءا من العالم المعرفي..
كيف اجابنا زوار المعرض على سؤالنا هل تعتقد بان زيارتك لمعرض الكتاب كانت مسلية ومفيدة؟
أجاب بنعم (98.50%) بينما اجاب بلا (1.40%).
بينما كانت النسب العام الماضي على الشكل التالي: (نعم 97.9 %) ونسبة (لا 2.08%).
بينما نسب العام الماضي فقد بلغت (نعم 95.9%) وبلغت نسبة (لا 4.1%).
النسب العالية التي رأيناها خلال سنوات ثلاث تشير إلى ان الشريحة التي تزور المعرض، وهي على مابيدو من الفئة الغارقة في شؤون الثقافة والكتاب، تجد ان في زيارتها ماقدم لها المتعة والفائدة، وهو امر مهم يعطي دفعا للمعرض وللقائمين عليه، للاستمرار في تطويره عاماً اثر آخر.. حتى لايفقد أيا من متابعيه..
اقتراحات
– عرض الكتب في قاعات مغلقة، للحفاظ على الكتب من تغيرات الجو.
– الاهتمام بالترويج والحملات الاعلانية، وخاصة عن طريق مواقع التواصل.
– زيادة عدد الكتب التي تهتم بالمسرح والروايات والكتب العلمية والعلوم التطبيقية.
– تخفبض الاسعار.
– زيادة عدد الدول المشاركة.
– الاهتمام بالإصدارات الحديثة.
– أسعار البوفيه غالية جدا، رغم ان خدماتها ومأكولاتها شعبية.
– ضرورة وضع لوحات تحوي عناوين الكتب ومكان تواجدها.
– العمل على تقديم كتب بمضامين جيدة واسعار مقبولة.
– تنظيم رحلات خاصة للمدارس.
– الاهتمام والترويج بشكل أكبر للأنشطة الثقافية.
– توزيع بروشور بمحتويات المعرض أو دليل للمعرض ومحتويات دور النشر.
– محاولة جذب دور نشر أكثر ومن مختلف الدول.
– تنظيم حفلات التوقيع بحيث لاتكون في الوقت نفسه.