جرعة دعم للحمضيات

زراعة الحمضيات من الزراعات الاقتصادية المهمة، حيث يعمل فيها الآلاف من الأسر والعائلات وهي مصدر معيشة لحوالي 80 % من سكان الساحل، وعلى الرغم من أهميتها فإنها حتى الآن لا تعتبر بأهمية المحاصيل الاستراتيجية الأخرى مثل التبغ والقمح، وقد عانت هذه الزراعة قي الماضي والحاضر الكثير من الصعوبات وفي مقدمتها تسويق الإنتاج وتصريف الفائض وقلة المنافذ التسويقية سواء الداخلية أم الخارجية، وعدم وجود ثقافة استهلاك للحمضيات الطازجة، وضعف الترويج الخارجي وانخفاض الأسعار بما لا يتناسب مع الجهود المبذولة، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي وتكاليف الإنتاج والفرز والتوضيب وأجور النقل.
مشكلة الحمضيات معضلة ليست حديثة ولكن ظروف الحرب على سورية فاقمتها وزادت من مشكلاتها حيث تم إغلاق منافذ البيع وأسواق التصدير أمام المزارعين، إضافة لعدم وجود معامل للعصائر والتصنيع تستوعب قسماً من الإنتاج الفائض، وتلاعب التجار بالسعر، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى اقتلاع الأشجار من مزارعهم والتوجه لزراعات أخرى.
الحمضيات السورية تتمتع بمواصفات جيدة من حيث الطعم والنكهة، وقلة استخدام المبيدات بالإضافة لوجود أصناف تتفرد بجودتها، لذا يجب التحضير لبيئة مناسبة لتسويق موسم الحمضيات وغيره من خلال الاتفاقيات مع الدول الصديقة، وتأهيل مراكز الفرز والتوضيب وتفعيل دور المؤسسات المعنية وغرف الزراعة والتجارة والصناعة والخزن في العملية التسويقية وحل الإشكالات التي تعترض عمل المصدرين، وتفعيل دور الإعلام في إبراز أهمية إحلال عصير الحمضيات الطبيعي بديلاً للمكثفات العصيرية وبقية المشروبات ولا سيما المستوردة وإقامة معامل للعصائر في الساحل، ووضع الرؤى المستقبلية والاستراتيجية لمعالجة معاناة تسويق الحمضيات سواء داخلياً أم خارجياً على المستوى البعيد وتقديم كل التسهيلات لتذليل جميع المعوقات أمام الفلاح بهدف الحفاظ على شجرة الحمضيات.
المؤشرات تدل على مواسم مبشرة وإنتاج وفير هذا العام والأحاديث تدور عن توقيع عقد مع القرم لتصدير 100 ألف طن من الحمضيات، والتنفيذ سيكون قريباً، مع توقع برفع الكمية إلى 200 ألف طن، وقد وصفت الخطوة بالمهمة جداً، فعساها تكون جرعة دعم إضافية وبادرة لخطوات مماثلة مع دول أخرى لحل أزمة الحمضيات التي تتكرر كل عام…؟
بسام زيود

 

التاريخ: الأربعاء 25-9-2019
رقم العدد : 17083

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض