تشريح ناقص

لا نبالغ إذا ما قلنا إن كل الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها سابقاً وتضعها حالياً وزارة الصناعة مجرد طموح لا يرقى إلى الواقع الراهن الذي تعيشه الصناعة المحلية، رغم كل الأرقام التي تطالعنا بها حول عودة المئات من المنشآت الصناعية وتحديداً للقطاع العام للدوران والإنتاج من جديد.
فالخطة التي وضعتها مؤخراً وزارة الصناعة لإعادة إعمار المنشآت المدمرة كانت مجرد استعراض لرؤى تتكرر وكل ما فيها عبارات اقتصادية تنظيرية بعيدة كل البعد عن المشكلة والحل.
وحتى لا نبخس الوزارة دورها هناك الكثير من الجهود التي قامت وتقوم بها لإصلاح القطاع الصناعي من خلال إصدار حزمة من التشريعات والقوانين لزيادة عدد المنشآت وتوفير المنتجات الوطنية بجودة عالية وبسعر منافس إلا أن هذا غير كاف ويحتاج لوضع خريطة يحدد من خلالها الأولويات وقبل ذلك تذليل العقبات والصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام أي انطلاقة صحيحة للصناعة الوطنية.
قد يقول أحدهم إن الملفات العديدة والشائكة في وزارة الصناعة والتي بدأت تطفو إلى السطح بشكل واضح تحتاج قبل البدء بوضع الاستراتيجيات معالجة الخلل المتجذر وفق منهجية صريحة وشفافة تنطلق من إصلاح مجالس الإدارات لمؤسسات وشركات الوزارة وإعادة تشكيلها وتحميلها مسؤولية الربح والخسارة ومحاسبتها.
فهيكلة القطاع الصناعي التي يتم الحديث عنها في كل مرة لا تكون تحت ضغط الحاجة بل تكون استشرافاً للمستقبل وتشريح واقع شركات القطاع العام الصناعي على أرض الواقع وتحديد الخيارات التي تتمثل بإعادة تأهيل بعضها أو تغيير نشاطها للخروج من الخسارة إلى الربح.
لا شك أن السياسة الجديدة القديمة التي رسمتها وزارة الصناعة يجب أن تحاكي شكل الاقتصاد للمرحلة القادمة وخصائصه ومزاياه وتتفاعل معه وتتكيف مع تنوعه والأمر هنا يحتاج إلى نوع من التشابك مع القطاع الزراعي والاستفادة من مخرجاته لتصبح مدخلات في القطاع الصناعي ما يسهم بشكل كبير في تعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية بتحويلها من الشكل الخام إلى منتجات نهائية أو وسيطة تصب بشكل مباشر في سلتي الاستثمار أو الاستهلاك.
ميساء العلي
التاريخ: الأربعاء 25-9-2019
رقم العدد : 17083

 

آخر الأخبار
مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية كيف نحدد بوصلة الأولويات..؟ التعليم حق مشروع لا يؤجل ولا يؤطر الصفدي: نجدد وقوفنا المطلق مع سوريا ونحذر من العدوانية الإسرائيلية خبير مصرفي لـ"الثورة": العملات الرقمية أمر واقع وتحتاج لأطر تنظيمية مجزرة الغوطتين.. جريمة بلا مساءلة وذاكرة لا تموت العقارات من الجمود إلى الشلل.. خبراء لـ"الثورة": واقع السوق بعيد عن أي تصوّر منطقي في الذكرى الـ 12 لمجزرة الكيماوي.. العدالة الانتقالية لا تتحقق إلا بمحاسبة المجرمين نظافة الأحياء في دمشق.. تفاوت صارخ بين الشعبية والمنظمة اقتصاد الظل.. أنشطة متنوعة بعيدة عن الرقابة ممر إنساني أم مشروع سياسي..؟ وزارة الأوقاف تبحث في إدلب استثمار الوقف في التعليم والتنمية تقرير أممي: داعش يستغل الانقسامات والفراغ الأمني في سوريا لإعادة تنظيم صفوفه تفقد واقع الخدمات المقدمة في معبر جديدة يابوس هل تصنع نُخباً تعليمية أم ترهق الطلاب؟..  مدارس المتفوقين تفتح أبوابها للعام الدراسي القادم عندما تستخدم "الممرات الإنسانية" لتمرير المشاريع الانفصالية ؟! محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع