توقفت سلسلة أفكاري.. أنهكها التعب وهي تتبع تلك الإيقاعات.. ازدحام.. رطوبة.. تصبب عرق.. ضغط.. ضجيج.. طابور من الصبايا والشباب ينتظرون بلهفه إجراء تحاليل طبيه (للزواج) ساعة بعد ساعة والانتظار يطول.. وكلما سألنا الموظف المسؤول يقول لنا: لا تقلقوا الكل سيجري التحليل عندما تأتي. تهامس الجميع فيما بينهم.. من هي؟! وأين هي؟!علت أصواتهم أرجاء المكان، الساعة الآن الثانية عشرة ولماّ تأت الطبيبة المختصة!، هذا الكلام ألتهم الفرحة من الوجوه وعلا الضجيج إلى رؤوسهم، وعلى إثره خرجت الطبيبة من مكتبها وصاحت بأعلى صوتها: ما اﻷمر؟! أنا موجودة منذ الثامنة صباحاً في مكتبي.. من قال لكم لست موجودة؟! فأجابها الجميع: الموظف فلان، نادته على الفور وسألته: كيف تقول لهم ذلك ولماذا؟ فقال لها بحياء: دكتورة قصدت أنابيب التحليل لماّ تأتِ بعد ونحن بانتظارها ووعدونا أنها على الطريق.
استشاط الجميع غصباً وقالوا: بعد كل هذا الانتظار تقولون لا يوجد أنابيب.. يعني لو بقيت في مكتبك كان أفضل من خروجك إلينا.. والآن ماذا نفعل يا دكتورة؟..هونوا عليكم لم يبق الكثير لتصل واعتبروا هذا الانتظاراً اختباراً للصبر.. كلامها عاد بذاكرتهم للوراء فصدحت حناجرهم كلمات للفنان كاظم الساهر التي تقول: يا حبيبي صابرين..
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 27-9-2019
الرقم: 17085