ثورة أون لاين-أحمد حمادة:
لا يكاد يمر شهر إلا وتتسرب المعلومات عن قيام الطائرات الأميركية الخاصة العاملة تحت ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب المزعوم بإنزال جنودها على قرية ما في الجزيرة السورية، وإنقاذها لمتزعمين من تنظيم داعش المتطرف، ونقلهم إلى أمكنة أخرى داخل سورية وخارجها، لأن مهمتهم في هذا المكان قد انتهت ولا بد من استثمارهم في مناطق أخرى.
لكن ما يثير الاستغراب، بل والسخرية من هذا السلوك الأميركي الداعم للإرهاب، أن واشنطن بدأت بابتزاز أتباعها وأدواتها من خلال تهديداتها لحلفائها الأوروبيين بإطلاق سراح الإرهابيين من تنظيم داعش المعتقلين لدى ميليشيا (قسد) الانفصالية وإرسالهم إلى حدود القارة العجوز إذا واصلت بعض الدول الأوروبية رفض استعادة رعاياها من بينهم.
والسؤال الذي يلقي بظلاله على سهم بوصلة على هذا التهديد والوعيد الأميركي هو: ما الذي تريده أميركا من استقبال هؤلاء المتطرفين في أوروبا سوى حمايتهم واستثمارهم لاحقاً في أجنداتها الاستعمارية في العالم؟.
ففي البداية تحاول إنقاذ من تبقّى منهم على الأرض، ثم تعد خططاً لتهريبهم إلى خارج سورية، ثم تأتي الخطوة الثالثة عبر الضغط على حلفائها لاستقبال أولئك الإرهابيين، كما فعل ترامب خلال لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في البيت الأبيض وقوله له إن هناك آلاف الإرهابيين المعتقلين لدى قسد، ومطالباً الدول التي أتوا منها أن تستعيدهم.
أخيراً نقول إن كل الحقائق والوقائع والصور والمعلومات تجزم أن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم داعش المتطرف ونشرت عناصره في المنطقة لتحقيق فوضاها الهدامة وخدمة للكيان الإسرائيلي، وزعمت أنها تحاربه، لكنها قامت بدعمه لأنه حسب المحافظين الجدد وصناع الحروب من أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن بات ضرورة ومصلحة أميركية، وها هي اليوم كل الخطوات الأميركية تؤكد هذا الكلام فعلى من تكذب أميركا حين تقول إنها تحارب الإرهاب وتطارد داعش والقاعدة؟!.