ثورة أون لاين _يمن سليمان عباس: ليس بين الشعر والنثر حدود وفوارق كبيرة إذا صدر عن مبدع حقيقي فالشعر بوح والنثر أيضاً ولكل منهما خصائصه التي لا تخلو من استلاف خصائص لأخر.شاعرنا الكبير سليمان العيسى في نثره وشعره يحلق بنا عالياً في سماوات الإبداع جديدة المعاد طباعته والمزاد بنصوص جديدة صدر في بيروت منذ أيام وحمل عنوان "دفتر النثر" عن دفتره هذا كتب شاعرنا الكبير: دفتر النثر… صفحات جمعتها من هنا وهناك مما كنت أكتبه وأنشره في الصحف والمجلات فيها الخاطرة والفكرة وفيها الحوار والقصة وخطر لي خاطر أن أختار بعض هذه الأشياء المنثورة أعني المكتوبة نثراً وأضعها في دفتر سمها كتاباً إن شئت لعلها تكون ذات نفع للناس ولاسيما تلامذتنا الذين يحاولون الكتابة ويريدون صادقين أن يعبروا عن أنفسهم في مثل هذه اللمحات ويبحثون أبداً عن شعاع يضيء لهم الطريق إذا لم تحمل شيئاً من هذا فحسبي أنها ذكرى.
تجربته مع الأطفال
وينتقل الشاعر للحديث عن تجربته القومية مع الأطفال مشبهاً إياها بشجرة بدأت صغيرة متواضعة الجذع والفروع في أعقاب مأساة حزيران من عام 1967 كانت نافذة زرقاء أطل منها على المساء بعد أن كاد يختنق بغبار حزيران الأسود.
وجعه وقتئذ من تلك الغيمة المرة الخانقة التي حاولت أن تخنق العرب وتردهم إلى أعماق المقبرة.
ويتابع الشاعر: بدأت الرحلة مع عالم البراءة والطاقات العجيبة مع الأطفال منذ أعوام قلائل وما زلت أتابع هذه الرحلة الجميلة الخصبة الغنية وأكشف كل يوم كنزاً جديداً في هذا العالم الخصب الغني عالم الطفولة.
إنني لا أكتب لسن معينة لا عمر للطفولة في رأيي أو كذلك يا قارئي العزيز أنك تحمل في أعماقك طفلاً يحب أن يغني ويقفز ويمرح وينشد مع أطفالي الأعزاء مع ديانا ورباب وميسون وأسامة وسامر وباسل:
الصيف يمد جناح الشمس
جناح النور على بلدي
جبالي مثل سهولي
وتلالي مثل حقولي
شجر وينابيع خضر
وزنود عاملة سمر
الصيف مراوح في بلدي
أمنية يتمنى تحقيقها
حبه للأطفال دفعه للتفكير بمسرح لهم مسرح عام تنشئه الدولة تقيمه أول الأمر في مدينة أو مدينتين من كبريات مدننا في هذا القطر ثم ما تلبث مع الزمن أن تتوسع فيه وتعممه على كل مكان في هذا البلد وحول هذا يقول إنني أحلم بمسرح للصغار قبل الكبار ولنقل مع الكبار في وقت معاً وليس المسرح المدرسي هو الذي أعنيه في هذه الكلمة وإنما أريده مؤسسة فنية للأطفال داراً مستقلة يمارس فيها صغارنا بالفعل تجربة التمثيل والأداء والغناء والرقص والتعبير بكل ألوان التعبير.
وفي النهاية يؤكد أنها أمنية لكن كل الأشياء الجميلة بدأت أول ما بدأت أمنية جميلة.
ابحثوا عن ميلاد الينابيع:
من محتويات الكتاب نختار قطعة تحت عنوان: ابحثوا عن ميلاد الينابيع يقول فيها الشاعر: ابحثوا عن قطرات الماء السخية التي تختبئ في أعماق هذا التراب ابحثوا عن ميلاد الينابيع ثم افرشوا لها الطريق بالحب, طريق العطاء والإبداع.
الكلمة الطيبة… ربما أعطت هذا البلد موهبة… ولفتة الحب نحيط بها زهرة مجهولة قد تملأ سماءنا ذات يوم بالعطر والضياء.
أما أنا… فلا أرى بين الأشياء الثمينة شيئاً أثمن من كشف موهبة, موهبة صغيرة مدفونة في طوايا الغيب… ميلاد ينبوع ما يلبث إذا وجد طريقة أن يغمر الأرض من حوله بالورد ويثقل راحتها بالثمر.
وقطرة المطر تؤثر الراحة أحياناً تؤثر أن تظل مختبئة في أعماق التراب… إذا لم تجد يبحث عنها ويدفعها إلى النور.
الشاعر والقراءة:
ومن باب آخر حمل عنوان "على الشاعر أن يقرأ كثيراً " يقول:على الشاعر والكاتب أن يقرأ كثيراً… في الفيزياء والكيمياء والفلك والفلسفة وعلم النفس التجريبي علينا أن نقرأ كل ما نستطيع قراءته عن آخر منجزات الحضارة ومبتكرات العلم.
علينا أن نعرف كل ما تتاح لنا معرفته عن الذرة والصاروخ وسفن الفضاء ومراكب القمر والمريخ… على الأديب أن يبحث عن هذه المنجزات العلمية بأي ثمن ويفرق فيها يحاول جاهداً أن يجعلها قاعدة يقف عليها ليلمس الأشياء… وينظر بعد ذلك إلى العلم بعيني فنان.
حبذا لو أمكن تحقيق مثل هذا الحلم الرائع أن يجمع الكاتب الميزتين ويحمل السلاحين إنه بذلك يصبح قادراً على أن يعطينا شيئاً أثمن وأعمق ولكني أعي تلك الثقافة العلمية العامة التي تلخص الفروع الصعبة وتيسر للناس النظريات والأمور المعقدة.
من عناوين الكتاب: طفلة وسؤال- الكلمة والفعل- الترجمة مسؤولية- الصحراء وقطرة المطر- الأغنية والقضية- خمس دقائق مع أبي العلاء- افتحوا النوافذ- دفقة الدم الجديد- مع أبي ذر- الأرسوزي رجل الرسالة- عيناك غابتا نخيل- شاعر وموقف- على ضريح رفيق الطفولة- تجربتي الشعرية- عتاب في منتصف الليل- هديتي الشعرية- إضافة لعناوين أخرى.