بعد أن انتهت صلاحيتهم..

إلى الشمال السوري ترنو الأبصار السياسية، وتكثر التأويلات والتحليلات، فمسار التجاذبات والتحشيدات العسكرية التركية، وإخلاء الميدان أميركياً، وترك ميليشيا (قسد) الانفصالية في مهب الريح ولقمة سهلة للتركي، هو حراك محموم ومتسارع الإيقاع وإن ظنه البعض غير مألوف، إلا أنه في واقع الأمر متوقع، ومتعارف عليه أميركياً، فمتى شهدت صفحات التاريخ حادثة واحدة أن احتفظت فيها أميركا بمرتزقتها وأدواتها العميلة على الأرض.
ترامب هكذا ودون أي مقدمات أعلن سحب قواته المحتلة من شمال سورية، بل وصلت ثمالته الدبلوماسية إلى حد وصف هذه الحروب بالسخيفة التي لا نهاية لها، قبل أن يدرك بأن استمرار دعمه لأذرعه الإرهابية أمر مكلف للغاية.
لكن.. لماذا الآن تحديداً وجد السمسار الأميركي أن حروبه سخيفة؟، لماذا لم تكن سخيفة عندما أجاز لنفسه حشر أنفه في الشأن السوري؟، ولماذا لم تكن سخيفة عندما شكل تحالفاً استعراضياً غير شرعي كان شغله الشاغل شن الاعتداءات الوحشية على السوريين وتدمير بناهم التحتية؟ وعن أي تكاليف يهذي، فمتى كانت أميركا تهب ملياراتها وأسلحتها لمرتزقتها وبيادقها الإرهابية في الجحور بالمجان هكذا ودون أي مقابل؟، وهي المشهورة بسياسة الحلب حتى آخر رمق، فالدفع وملء الجيوب والخزائن أولاً وثانياً وأخيراً.
ما الذي جرى ما بين ليلة وضحاها؟، هل انتهت صلاحية (قسد) بالنسبة للأميركي حقاً؟!، أم هو ترامب يعيد ترتيب أوراقه، ويرمي ما احترق منها، وما استنفد من الوقت المحدد لمهتمها؟، أم هو اتفاق أميركي تركي جديد كان التخلي عن مرتزقة (قسد) هو بنده الأول والأساسي لتفعيله على الأرض، أو هو محاولة من ترامب لإرضاء أردوغان ميدانياً، وتقديم أفعال ملموسة تثبت حسن نيته للتركي بتقديم ميليشيات (قسد) على طبق من ذهب، الأمر الذي أكده بشكل أو بآخر البيت الأبيض عندما أعلن أن القوات الأميركية وإن كانت لن تدعم العدوان التركي المرتقب إلا أنها لن تمنعه أو حتى تتدخل لذلك.
المضحك هنا أنه في الأروقة العثمانية هناك من يثرثر، بأن الهدف من العدوان يتلخص في ثلاث نقاط: أولاً ما يسمى (منطقة آمنة) مزعومة للسوريين، وثانياً القضاء على مرتزقة (قسد) ومنع عودة إرهابيي داعش، وثالثاً ضمان ما يسمى أمن تركيا.. إذاً هو النظام التركي على ما يبدو لم يمل حتى اللحظة من ترديد ذات العبارات التي سئمناها، ولا يريد الإدراك بعد بأن الجيش العربي السوري وحده من يتكفل بضمان أمن السوريين، وكذلك بتحرير كل شبر من براثن الإرهاب التكفيري وداعميه، وبأن سورية نسيج واحد بكل مكوناتها، ووحدها صاحبة القرار والسيادة على أراضيها وشعبها، أما عن ضمان الأمن التركي فعلى الجانب التركي أن يستذكر تعهداته، ويعرف حدود أراضيه ويقف عندها دون زيادة أو نقصان.

 

ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 9- 10-2019
رقم العدد : 17094

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟