يعمل التركي منذ بدء الأزمة في سورية على منحيين الأول تغذية الإرهاب فاتحاً له المسارب من حدوده ليتسلل إلى الأرض السورية؛ التي وضع في نوازعه هاجس تخريبها، تحقيقاً لحلمه الطوراني، ليكون سلطاناً إخوانياً تحت تاج عثماني زائف.
والثاني وَهْمٌ أسماه المنطقة الآمنة، وأمنية صلاته في الجامع الأموي بدمشق، جعلهما سيمفونية صدئة استمرأ الترويج لها، وحلماً يحققه على درب الجنون، عبر امتهان الواقع العربي، وارتباطه بالإرهاب الذي أدمنه تحقيقاً لمشروعه التخريبي التدميري.
المتآمرون على الشعب السوري عملوا على شطب كل جميل من أيامنا، بدءاً ممن يدَّعون أنهم عرب، حين تخلوا عنا ونحن نواجه الإرهاب منفردين نيابة عن العالم كله، جمدوا عضوية سورية في ما كانت يوماً أحد مؤسسي ما دعي بالجامعة العربية.
دخل التركي في عملية احتلال عفرين منتهكاً حرمة التراب السوري، ولم ينبس الأعراب ببنت شفة، تنم عن رفض أو استنكار، غذوا الإرهاب ودعموا الإرهابيين، حاولوا إقناع العالم بعدم شرعية الحكم في سورية لخلق وعي مزيف ضدها، تحقيقاً لمشروع صهيو أميركي نواته سمُّ الإرهاب الذي حاضنته كل المتضررين من مواجهة سورية للعدو الأوحد الصهيوني المغتصب لفلسطين المحتلة.
اشتغلوا على تحويل بوصلة العدوان نحو حليف مخلص لم يتخلَ عن سورية في معركة صراع الإرادات، والمواجهات الضارية في ميادين المعارك ضد الإرهاب العالمي، وعلى توجيه الوعي السياسي والاجتماعي ضدها، بعيداً عن العدو الأساس.
اختطفوا الإسلام ليكون أداة صراع قاسية وشاملة، أداة لأشرار يتوغلون ويغتالون كل رشفة أمل أو شعاع ضوء؛ ينسل من زواريب حياتنا، فرض حضوره الانتصار الذي ينجزه أبناء الجيش العربي السوري، في ساحات تطهير تراب الوطن.
إرهاب أردوغان امتهن الخسة والغدر، وشهية شرب دماء السوريين، بذنب وحيد أنهم يحبون وطنهم ويعملون ليكون الأفضل والأرقى، داعماً الإرهاب الذي بدأت مع انتصارات الجيش العربي السوري علامات انهياره وتآكله والتخبط بين فصائله.
كل من كان معهم من الكميات البشرية، التي لا تنتمي للوطن إلا ببطاقة ورقم وطني لا يستحقون حمله، بعد التحاقهم بشراذم خرجت من كهوف ظلام تسللت موجاته من وراء الحدود، بدفع أردوغاني صهيوني، في سعي لتغيير جغرافي وديموغرافي، وزرع أهداف منخورة عبر قيم مسعورة تهشم وتلتهم قيم الخير والأخلاق الحميدة.
أصبح الزمن متثاقلاً بطيئاً تتآكل فيه أوراق التقويم حتى دخل في سنته التاسعة، من خلال حشد قطعان الإرهاب، وإعلام التزوير والنفاق والفبركة المكشوفة، والممعنة في نشر الفكر الصهيوني والعقل الرجعي، تغذيه سياسة أميركا الضلالية والمضللة، المعتِّمة على الحق، في خلط حيث لا فاصل بين الحياة والموت لتحقيق مصالحها.
سورية تقاتل لدحر الظلام بالنور والباطل بالحق، والموت بإرادة الحياة، سياسة النفس الطويل التي يعيبها عليها الآخرون في غير وعي، فلأنها الأكثر حرصاً على أبنائها الأبرياء، لكنها تواجه المارقين بقرار عقابي حتى لو كان صعباً مؤلماً في لحظته.
قوة سورية الضاربة تنبع من تنكبها مسؤولية تطهير أرضها من الإرهاب، وممن يدنسها من الغزاة وأي قوة غير شرعية، وهي بإرادة الشعب في البقاء تقاوم الحصار المبرمج، الشعب الذي يحيا بقلب ينبض عروبة وكرامة وثباتاً، على ركائز إصراره في رسم انتصاراته لأجل حريته وسيادته منذ أزل التاريخ.
أردوغان يسعى بقوته الاحتلالية لتغيير ديموغرافي في المناطق الحدودية السورية، ويزين مفرداته بحرصه على وحدة وسيادة الأرض السورية، فيقع في أفخاخ كلامه، في مواجهة العاجز مع ظله، وهو يعدو على درب الجنون، في مهب ريح عاصفة، يتشظى بين الأميركي خشية قرار إنهاء دوره الوظيفي، أو تركه لمصيره وحلمه.
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 17-10-2019
الرقم: 17100